السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام إلى الأمير محمد بن إبراهيم يوصيه بأمر الرعية]

صفحة 607 - الجزء 1

  يرسم عليهم، وجاءته القطعة من وادي ضلع بالقرب من صنعاء، وأحمى الحرب على شبام في الليل والنهار حتى سلموا القطعة على زرعهم، فوقعت الهيبة على الحصن، وخافت بلاد العدو، ولما عزم شهاب على أخذ زرع ثلا أتاه كتاب من عامله بوادي ضهر، وجد في بعض محاطه يذكر فيه اضطراب البلاد، ويصحح اختلاف وردسار في خيل، وتقدمه إلى مغارب ذمار، وانحيازه إلى بلاد الإمام #، وذكر جماعة من خواص إسماعيل لم يعلم ما سبب وصولهم، فارتاب شهاب لذلك، ونهض متوجهًا إلى صنعاء وصرف الله شره وشغله بنفسه، وعاد الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم والسلطان هلدري إلى حوث.

[كتاب الإمام إلى الأمير محمد بن إبراهيم يوصيه بأمر الرعية]

  وجاء إلى الأمير كتاب من الإمام # بخط يده الكريمة يأخذ بمجامع القلوب، يعهد إليه في النظر في أمر الرعية ويوصيه فيهم، نسخته:

  

  وصلواته على محمد وآله وسلم

  سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولك التوفيق لما يحب ويرضى.

  أما بعد: فإن الأمير قوام أمر المأمور ويدُ الآمر، ولك حرمة القرابة، وعليك حق النصيحة، ألا وإن أنصح الناس للناس من نصح نفسه، وإني لو اكتفيت بحسن ظني في رجل لاكتفيت بحسن ظني فيك عن موعظتي لك، وإني أذكرك الله شديد السطوة لمن عصاه، عظيم الإحسان لمن أطاعه، فاحذره عند