السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة أصحبها الإمام مع الكتاب السابق إلى الأمير قتادة]

صفحة 632 - الجزء 1

  سَلِ الخَيلَ يومَ الرَّوعِ إن كُنتَ سَائِلَا ... وَدَع ذِكرَ أَيَّامِ الصِّبَا والمَنَازِلَا

  ومَا ذِكرُ دَارِ الحَيِّ دُونَ سُوَيقَةٍ ... إلَى النَّخلِ فَالعَرَجَيْنِ إلا أبَاطِلَا⁣(⁣١)

  ولَا كاسقِنِي إن كَانَ مَاؤكَ فَاضِلاً ... فَإنِّي ضَامٍ لَو شَربتُ المَنَاهِلَا

  ولِمْ لا وَدِينُ اللهِ قَلَّ نَصِيرُهُ ... فَلم تَرَ إلا كَاسِفَ البَالِ خاذِلَا

  وَكَيفَ وَقومِي بِالحجَازِ ومَعشَرِي ... يُرَوُونَ فِي نَقعِ الجِيَادِ العَوَامِلَا⁣(⁣٢)

  تَهَامُونَ نَجْدِيُونَ جُلُّ مَتَاعِهِمْ ... مِن اللهِ مِمَّا استرفَدُوهُ المَنَاصِلَا⁣(⁣٣)

  علَى كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّرَاعَينِ صَلْدَمٍ ... يَسُّرُّكَ مَجنُوبَاً و يُرضِيكَ حَامِلَا⁣(⁣٤)

  لَهُم سُرَّةُ البطحاءِ والرُّكنُ والصَّفَا ... وجَرعَا مِنَى مَثنَاءَهَا والجَرَاوِلَا⁣(⁣٥)

  لَهُم شَرَفٌ بالمُصطَفَى وَوَصِيِّهِ ... ومن قَبلُ كَانُوا فِي القَدِيمِ أفَاضِلَا

  فَيَا رَاكِبَاً وَجنَاءَ خَرقَا شِمِلَّةً ... تَجُوبُ الفَلَا أعلاَمَهَا والمَجَاهِلَا⁣(⁣٦)


(١) سويقة: تقدم ذكرها، ووادي النخل: يطلق اليوم على وادي الفرع لكثرة نخيله، ووادي الفرع كان فيه سكن آل علي قديماً.

العرج بالفتح: واد فحل من أودية الحجاز الغربية، يسمى المنبجس. ويطلق العرج على قرية جامعة بين مكة والمدينة. ويطلق على واد من نواحي الليث فيه زراعة وقرى آهلة بالسكان، ولعله المراد.

(٢) العوامل: أي صدور الرماح.

(٣) المناصل: أي الرماح والسيوف والسهام، والمراد أن ما معهم من الأموال هو مما غنموه وأخذوه غنيمة.

(٤) مشبوح الذراعين: عريضهما. والصلدم: الصلب الشديد الحافر. والمجنوب: أي المتقدم، أو في الميمنة أو الميسرة. وحاملاً: أي للفارس في الحرب.

(٥) السرة: الأرض الكريمة، أو الأصل، أو جوف كل شيء ولبه. والثنية: العقبة أو طريقها. والجرول كجعفر: الأرض ذات الحجارة.

(٦) الوجناء: الناقة الشديدة. والخرقاء من النوق: التي لا تتعاهد مواضع قوائمها. وناقة شِمِلَّة: أي سريعة. والأعلام: الجبال. والمجاهل: أي الأرض التي لا يهتدى فيها.