فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار
  تَحَمَّل على اسمِ اللهِ مِنِي رِسَالَةً ... وصِل جَمَرَاتِ الحَيِّ إَن كُنتَ وَاصِلَا(١)
  وقُلْ لِأبِي الأضيَافِ أعنِي قَتَادَةَ الـ ... همَامَ الأَبِيَّ اللَّوذَعِيَّ الحُلاحِلا(٢)
  أَترضَى لِإسْمَاعِيلَ ينقُصُ هاشِمَاً ... وأنتَ تَقُودُ الخَيلَ تَحكِي الأجَادِلَا(٣)
  لقد سَبَّهُم سَبَّاً جَعلنَا جَوَابَهُ ... صُدُورَ المَذَاكِي والرِّمَاحَ الذَّوَابِلَا(٤)
  وقَالَ مَقَالاً لَا أَرَى أنْ يَقُولُهُ ... مِن النَّاسِ إلَا نَاقِصَ العِقلِ جَاهِلَا
  وإنَا وإن كُنَّا وأبناء عَمِّنَا ... عَلَى الحَرب لانرضى عَلَيهِم طَوَائِلَا
  وَنَحنُ وإيَّاهُم ذُؤابَةُ هَاشِمٍ ... فمَن يَرمِهِم لَمْ يُخْطِ مِنَّا المَقَاتِلَا
  رمَى المُحصَنَاتِ الغَافِلاَتِ ضَلاَلَةً ... وَكُلَّ هُماَمٍ يُشبِهُ البدْرَ كامِلَا
  وَكنتُ على الحَربِ العَوَانِ فَزَادَنِي ... عَلَى العزم أَضعَافَ الذي كُنتُ حَامِلَا
  حَكَى فِي الفَتَى المَهدِي مَا لستُ ذَاكِرَاً ... وصَرَّح فِي المَأمُونِ مَا كَانَ قَائِلَا
  وأبدَى على الأعوَادِ مَدحَ أُمَيَّةٍ ... وقَالَ هُمُ أَعلَى سَنَامَاً وَكَاهِلَا
  فَقُم طَالِبَاً بِالثَّأرِ إن كُنتَ قَاعِدَاً ... وسِرْ رَاكِبَاً إن كُنتَ من قَبلُ رَاجِلَا
  لَئِن بَعُدت بَغدَادُ مِنَّا ورَبُّهَا ... وصلنَا بأيدينا القِصَارِ الفَوَاصِلَا(٥)
  وَنَحنُ دَعونَا دَعوَةً عَلَوِيَّةً ... ولَم نَأتِ فِيمَا يَقتَضِي العِلمُ بَاطِلَا
  وأكثرُ مَا نَأتِيهِ أنَ نَدَّعِي لَنَا ... مِن الحَقِّ مَا نُبدِي عَلَيهِ الدَّلاَئِلَا
(١) الجمرة: ألف فارس، أو القبيلة التي لا تنضم إلى أحد، أو القبيلة التي فيها ثلاثمائة فارس.
(٢) الهمام - كغُراب -: الملك العظيم الهمة، والسيد الشجاع السخي. الأبي: الذي يأبى الدَّنية. اللوذعي: الخيفي الذكي، الظريف الذَّهِن، الحديد الفؤاد، واللسن الفصيح، كانه يلذع بالنار من ذكائه. الحُلاحِل - بالضم -: السيد الشجاع، أو الضخم الكثير المروءة، أو الرزين فِي ثخانة.
(٣) الأجادل جمع أجدل: الصقور.
(٤) المذاكي من الخيل: التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان. وقنى ذابل: رقيق لاصق بالليط.
(٥) الفواصل: أراد ما هو دون الحصن، أو دون سور البلد.