[تمام قصة هلدري وخلاف وردسار على إسماعيل]
  ورغبوه في البلاد، وفيما يحصل منها من الأموال، وبلغ إليه مع ذلك كون وردسار في تلك الجهة فأراد أن يحول بينه وبين الإمام، أو أخذه ليتقرب به إلى خليفته، فجرد له ابن سوار في خيل كثيرة ورجال وأمرهم يقصدونه إلى الظلمة ولزم عليهم المسالك، فلم يظفروا بشيء ولا تمكنوا من مرادهم فيه، وكان وصول شهاب موافقاً لوصول مرحب بن سلمان فحال بينه وبين الاتصال بوردسار وأصحابه، وقد كان أمر ابن عمه ظبيان بن فرج فلما انقطعت طريقهم من جهة حضور تقدم بهم إلى ريمة(١)، ووقف مرحب بشمسان عند الأمير الحسن بن علي بن داود القاسمي في جماعة من أصحابه، فقصدهم شهاب بالعسكر فقاتلوهم قتالاً شديداً وهم أربعون رجلاً، فطردوا عسكر شهاب وقتلوا منهم جماعة، وامتنعوا ووقع الخلل من أهل الجبل، وانهزموا بحرائمهم وأموالهم فعلم الأمير والشيخ مرحب أنهم مأخوذون لقلتهم، واختلال أهل البلاد، وكثرة جنود الظالمين، فاستقبلوا الليل ونهضوا بأموالهم وحريمهم متوجهين إلى ثلا، ووصل الأمير الحسن بن علي والشيخ مرحب بن سلمان بعد ذلك إلى الإمام # إلى صعدة، وبقي وردسار في جهة المغرب.
  فأمر الإمام # الشريفين الفاضلين محمد بن موسى بن داود الحمزي، والفضل بن علي العباسي، والشيخ فخر الدين مرحب بن سلمان بالنهوض لتأدية وردسار وأصحابه، وأمرهم بقبض شيء من المال من جهة الظاهر لما يحتاجون إليه، فوصلوا إلى ريمة الأشابط، فتلقاهم أهلها بنو يعفر، والشيخ المكين مخلص الدين أبو المعالي الحرازي بالطاعة لله تعالى وللإمام # وبايعوا،
(١) ريمة الأشباط: المعروفة بمحافظة ريمة.