السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار

صفحة 637 - الجزء 1

  وأقيمت عندهم الجمعة، والأذان بحي على خير العمل، وهم على مذهب الجبر، وقابلوهم بالإنصاف والمعروف، ووردسار يومئذ قد صار عندهم، وكان قد أنس بالشيخ أبي المعالي بن أحمد بريمة لما يعرف من عظم حالته عند سيف الإسلام، وكان صاحب الأمر عنده وعند إسماعيل بعده، وأكثر حصون البلاد من تحت يده، وكان قد خرج مخالفاً على إسماعيل وحاربه بعد خدمته له ونصيحته، فخاف على نفسه منه فرغب في الوصول إلى الإمام # لما بلغه عنه رغبةً شديدة، فنهض الكل وجعلوا طريقهم على مسار وبيت جميع، فتلقاهم الأشعث بن قيس المعجلي والمشايخ بنو سهل، وهم قرابة الشيخ مرحب بن سلمان بما هم أهله من المعروف، ثم تلقاهم الشيخ سبأ بن محمد المعجلي صاحب مسار وهو أكبر قومه حالة، وأشدهم مودة للإمام #.

  قال الشريف الفضل بن علي: سرنا في هذه البلاد وأهل كل بلد يأتوننا فنخشى منهم على أنفسنا، وقد أقبلوا بالقرى وهم يتعبدون للإمام، فيسيرون بين أيدينا من بلد إلى بلد مع وعورة البلاد وضيق مسالكها، ويطلبون منا المناشير والمواثيق فنكتب لهم بذلك، وما نصدق بالسلامة حتى أتينا قريباً من الذنائب، وكان غرضنا الميل عنها لما بلغ إلى الأمير والشيخ أبي المعالي بن أحمد أن هلدري قد بدا منه خلاف على الإمام، وكان قد كاتب أبا المعالي وعرف ذلك منه، فسرينا في ليلة ظلماء نريد طريق حجة، فانسدت علينا الطريق وغوى الدليل، فما شعرنا إلا ونحن بالقرب من الذنائب لما علم الله من المصلحة من رجوع الجند إلى الإمام #، فرأينا الوقوف والإنفاذ إلى السلطان هلدري لما لم نجد بدّاً من ذلك، فركب في الجند والحرابة وتلقانا بالإنصاف، وأظهر المسرة بوصول الأمير وردسار إليه، وقدم له