السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[نكث هلدري وكتابه إلى الإمام #]

صفحة 640 - الجزء 1

  ولما عزم الجند المنصور على النهوض جاءت الأخبار بأن البدو من كهلان حلوا بوادي نجران يريدون رعي زرعه، والفساد على أهله، وأنهم نكثوا عهدهم ونجم نفاقهم، فرأى الإمام # إيثار نجران والغارة على البدو على الفور فيصبحوا نجران وقد انهزم البدو إلى البئر السفلى وقد أتاهم النذير.

  وكان نهوض الجند من صعدة مستهل جمادى الآخرة من سنة ثمان وتسعين، فأقاموا بنجران شهرين تنقص ثلاثة أيام أو يومين.

[نكث هلدري وكتابه إلى الإمام #]

  ورجع هلدري إلى الظهيرة بعد انفصال الجند منه في قدر عشرة أفراس على أشر حالة، فأقام بها مدة، ووصل إسماعيل في عسكر كثير فحط بالذنائب، وقد استدعاه أهل حجة وبذلوا له الأموال الجليلة، لينال بعضهم من بعض غرضاً، ويشفي من صاحبه غلّاً، فقدم له حصاناً ومملوكاً ومهدة، ونكث البيعة وأظهر الخلاف على الإمام #، ليزداد قرباً من إسماعيل، فأمر إليه بأن يصل إلى بين يديه، ويطأ بساطه، فخشي على نفسه من سطوته، فلم يساعد إلى ذلك، فقبل منه رغبة في انفصاله عن الإمام #، وأقطعه بزعمه حرضاً والخموس وصعدة، وجاء منه كتاب يقول:

  إني قد صرت من جملة الخليفة وما بقي بينك وبيني معاملة، وشكى من قلة الإنصاف، وأنه منع من محصول البلاد، وأمر بكتاب من إسماعيل فيه سب ولعن وأذية، وأمر بشرموزة منقشة بالحرير أمر بها إليه إسماعيل وقال: هل لإمامك سربوش مثل هذا، فرأى أنه قد ظفر منه بغنيمة وأدرك غرضاً، وحيل