[صور من ظلم إسماعيل للرهائن]
  اللهم فرق كلمتهم، وانقض جمعهم، وعف آثارهم، واهدم منارهم، واجعل على أيدينا وفاء وعدك وغلبة جندك، إنك لا تخلف الميعاد، ولا تظلم العباد، وصل على محمد وعلى آل محمد.
  فاستجاب سبحانه دعاءه، وسمع نداءه، فله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً، فأردت ذكر تفصيل ذلك على ما جاءت به الأخبار، ونطقت به المكاتبات من جهات كثيرة؛ إذ كنت مطلاً على الأكثر منها والمجيب عنها؛ ليعجب الناظر كيف فرق الله شملهم بخفي ألطافه، فأذاق بعضهم بأس بعض.
  قال الشيخ حسن بن عزوي في ذلك من قصيدة:
  انظر جيوش الغز كيف تمزقوا ... أيدي سبا وهم العديد الأكثرُ
  أرسلتَ أسلحةَ الدعاء فأدركت ... ما ليس تدركه الظبا والضُّمَّرُ
  فكأنها عادُ الذين تمردوا ... وَفَدَت لهم بالبخس ريحٌ صرصرُ
  لو كنَت شاهدَ وقعةٍ أضحوا بها ... مثل الجزائر في الولائم تُنحَرُ
  والبيض تطلع والفوارس تنتحي ... والبيض توقع والرؤوس تُطَيَّرُ
  قالت لهم قِدَمٌ وقد ظفروهم ... أين العدينة منكم والتعكر
  وأميرها السعفور قلنا لا لعًا ... بالسيف وهو مخضب ومعفر
  [نقص ها هنا]
  .........