السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[صور من ظلم إسماعيل للرهائن]

صفحة 646 - الجزء 1

  قال الشريف: أخبرني رجل من قُدم⁣(⁣١) وأنا أنظر القتلى أنه عد في موضع سبعين قتيلاً من الغز خاصة، وذلك سوى من قتل في سائر الأماكن، قال:

  وانهزم سنقر المغري من قرية مبين بحجة ومن كان معه من الغز والديوان إلى محطة إسماعيل بالذنائب، وجاءت الأخبار من جهات شتى مجملة ومفصلة، وجاء كتاب سنقر إلى الإمام # يحكي أخباره مبينة.

[صور من ظلم إسماعيل للرهائن]

  وذلك أنه لما وصل إلى الذنائب منهزماً من حجة أتى وقد قَتَل إسماعيلُ لعنه الله الرهائن وأكثرهم أطفال، فذبح ولد شهاب بن خالد على صدر أبيه، وقطع لحم شهاب وأطعمه إياه مشوياً، ومثل بالباقين، فمنهم من وسطه، ومنهم من ذبحه، ومنهم من قلع عينيه بأصبعيه، ومنهم من رماه بالنفط، ومنهم من سلقه طبخاً في القدور، وذكروا أنه تولى ذلك بنفسه ولم يراقب الله، فأنكر عليه ذلك سنقر عند وصوله إليه فأراد قتله وقتل يوسف الأسعودي، وكان شيخاً تكبره ملوك العجم، ويعظمون شأنه، ويقبل الجند قوله، ويدعونه والداً ويدعوهم أولاداً، فلما هم بقتلهما ركب سنقر وأظهر الخلاف، وقد كان أحكم الأمر فيما بينه وبين أكثر الجند والمماليك فمالوا إليه، فكان ذلك سبب افتراق شملهم، وانتقاض أمرهم، واستجابة دعاء الإمام # عليهم في خطبته في كل جمعة عليهم، فكان يقول في ابتداء دعائه المستجاب:


(١) قدم - بضم أوله وفتح ثانيه -: بطن من حاشد من ولد قدم بن قادم، وينسب إليه بلاد قدم جنوب حجة.