السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[الاستيلاء على عثار وحصن النعل حين تعلقوا بالمطرفية ونكثوا للبيعة]

صفحة 649 - الجزء 1

[الاستيلاء على عثار وحصن النعل حين تعلقوا بالمطرفية ونكثوا للبيعة]

  وكان السلاطين أهل عثار⁣(⁣١) قد تعلقوا بمذهب المطرفية، وصاروا من أشد الناس كراهية للدولة، فلم يتركوا جهداً في نقض أمر قد أراد الله إحكامه، وطي سربال من الحق قد نشر الله أعلامه، وإخوانهم من أنجاس المطرفية يسرون إليهم بالعداوة والبغضاء، فأجمع رأيهم وأبرموا أمرهم على أخذ حصن النعل في ناحية شظب ونفي من كان فيه من قبل الإمام #، والخلاف في حصن العادي وأخذه، فحالف فيه رجل من الأقهوم يقال له: حناتر غدراً، ومنعوا الشريف علي بن إبراهيم من دخوله وكان الوالي فيه من قبل الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة، وأظهروا الخلاف، ونكثوا البيعة، ونقضوا العهود ولم يراقبوا الله تعالى، فأمكن منهم ونصر عليهم في الحصنين جميعاً.

  وجاء كتاب الأمير عماد الدين يذكر أنه جمع عسكراً كبيراً منصوراً، وأحاط بالحصن وحصرهم فيه وقاتلهم أياماً، ولم يتصل منهم بطائل لمنع المكان وحصانته، وكان ابن النويب قد توسط بينهم بدفع ألف وخمسمائة دينار نصفةً للأمير فيما أقدموا عليه من العار، ونكث البيعة، ولما وقعت المحطة عليهم واشتدوا بحصنهم غفلوا عن ذلك، فأمر الأمير عماد الدين ناصر العسقلاني وكان في جملة عسكره بعمل منجنيق في إيام الإقامة في المحطة، فأكمله في أيام قريبة ونصبه عليهم وهم يستهزئون به ورماهم بحجارة هدمت عليهم السقوف ودخلت


(١) عثار - بفتح العين والثاء المثلثة -: واد وقرية كبيرة في قاع البون الأسفل، من مديرية خارف، وأعمال عمران، منه الطريق إلى ريدة.