السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[الاستيلاء على عثار وحصن النعل حين تعلقوا بالمطرفية ونكثوا للبيعة]

صفحة 650 - الجزء 1

  عليهم أوساط البيوت، ووقع منها شيء في البركة التي فيها الماء فكادت تهدمها، وطلع منهم رجل على سطح فوقعت في العامري الذي في يده حجر فرمت بهما جميعاً وسلم، فصاحوا بعد ذلك بالتودية، وسألوا الأمان على نفوسهم لما أيقنوا بالهلاك، فعفى الأمير عنهم بعد القدرة عليهم، وأمنهم على نفوسهم، وحاق بهم مكرهم، واستولى على الحصن، وخمدت نار المفسدين، وأيد الله الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين، وأقبلت أهل تلك المغارب طائعين، بعد أن كانوا بعد الخلاف في الحصن مستبشرين، لفسادهم وكراهيتهم للحق وأهله.

  وأما حصن النعل فأخذه أهل عثار ومن شايعهم من أهل البلاد وملكوه وطردوا من كان فيه، وبلغ الخبر بأخذه إلى بني النفيل فأغاروا في عسكر من بلديهما، ووقع القتال الشديد بينهم، وأغار بعد ذلك الأمير محمد بن إبراهيم القاسمي من جهة غربان في عسكر فأحاطوا بالحصن ومن فيه وحصروهم وقاتلوهم قتالاً شديداً، وكثرت الجراحات وقتل رجل من كبار أهل عتاد، وأخذوهم بعد ذلك قهراً، واستولوا على المكان، ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، واضطربت أحوال المطرفية وانتقض أمرهم، وتودى أهل عتاد إلى الأمير عماد الدين بمال على الطاعة وتسليم الحصن، فأمر معهم الأمير حمزة بن حمزة فأظهروا الطاعة للإمام # وطلع معهم إلى الحصن أرادوا بذلك دفع الضرر عنهم، فلما بين ابن النفيل للإمام # أمورهم كتب إليهم كتاباً، وإلى الأمير حمزة بن حمزة يقول: إن كانت طاعتهم صحيحة فليسلموا الرهائن الوثيقة على الطاعة وتأدية الحقوق الواجبة، وإلا فلا أمان لهم ولا ذمة عليهم، وأمره إن لم يفعلوا ذلك بالانتقال عنهم.