[كتاب الإمام إلى المطرفية بهجرة الظهراوين]
  الدعوة النبوية، فإن لكل دعوة روافض، ولسنا نقول: خوارجها لأنكم تضعفون عن الخوارج، وإن كراهة الحق لا تقدح فيه، ولا وحرمة محمد جدي وعلي أبي - ª وعلى الطيبين من آلهما - ما بعثنا بهذا الكتاب إلا شفقة عليكم، ورغبة في هدايتكم، وفرض الله علينا أن ندعوكم، وفرض الله عليكم الإجابة، وقد أتينا بما علينا فأتوا بما عليكم، ولعل بعض الطاعنين لم يرنا ولم نره، وبعض لا يعرف دليل الإمام فكيف يعرف نقضها، ومن يعرف طرفاً من ذلك غلبت عليه الشقوة، ويعلم الخلق أن أتباعنا والمتمسكين بطاعة الله وطاعتنا من أهل بيت محمد - عليه وعليهم أفضل السلام - وأتباعهم من علماء الإسلام أكثر منه علماً، وأرجح منه حلماً، مكبون على طاعتنا، مكثرون لجماعتنا، الجمع فيهم قائمة، والأوامر لهم وبهم لازمة، وقد رد الله الأمر إلى نصابه، والملك الحقيقي إلى أربابه، من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومختلف الملائكة، فله الحمد حتى يرضى وبعد الرضا، نفذت الأوامر الإمامية في أرض الحجاز على أبي عزيز فمن دونه، وهذه كتبه: المملوك المنصوري قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسني يتقرب إلى الله تعالى بالانتساب إلينا، وقامت الجمع في مخلاف بني سليمان، وسلمت الحقوق، ونحن راضون بدعوة رسول الله ÷ على من ترك الجمعة ممن نصب لنا العداوة، لأنه لا يدعو إلا بما ضمنت له فيه الإجابة؛ لتنحرس أعلام النبوة، وهي قوله: «من تركها وله إمام عادل فلا جمع الله شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ولا زكاة له، ولا صيام له، ولا حج له»، هذا تفسير الخبر، فكيف يجتمع شمل أحد ممن تركها بعد دعوة مجاب الدعوة صلوات الله