[بداية النسخة]
[بداية النسخة]
  [تأتي على الناس لا تلوي على أحدٍ ... حتى أتتنا وكانت دوننا مضر
  لكنها جاءت بما برد الأحشا، ولم تكن كلسان الأعشى.
  فلما كمل الجواب كتب في صدر الكتاب هذه الأبيات:
  هذي أمانة من تلم به ... حتى يبلغها إلى مصر
  غراء واضحة تضيء ظلا ... م الليل مثل جمانة البحر
  عدلية تمضي لحاجتها ... فتنحَّ عنها أيها الجبري
  إن كان فيها ما يسوؤك من ... ديني فليس عليك من وزري
  دعني وما ضمنته فبه ... أرجو النجاة صبيحة الحشر
  وأما سائر الكتب المذكورة فإنها توضح لمن نظر فيها من أهل العلم غزارة علمه وسعة معرفته وفهمه، وتبين عجز أهل البلاغة والمعرفة في كل فن منها، فهي شاهدة بذلك.
  ومما يدل على ذلك: ما كان من الاختبار والامتحان الذي وقعت بيعته # عقيبه، وقد وصل من الجوف إلى هجرة دار معين(١)، فحضر إليه المشاهير من علماء أهل الشام:
  أولهم الأميران الأجلان، العالمان العاملان، شيخا آل الرسول، ومختارا ذوي العقول، شمس الدين وبدره، ورأس الإسلام وصدره، يحيى(٢) ومحمد(٣) ابنا أحمد بن يحيى، وبنوهما السادة الأعلام.
(١) دار معين تسمى الهجرة، وهي تقع في الجنوب من صعدة، وبها مسجد للإمام المنصور بالله (ع).
(٢) الأمير الكبير، شمس الدين، شيبة الحمد، شيخ آل الرسول، وإمام فروعهم والأصول، وشمس فضلهم الذي ليس لها أفول، علمه أشهر من الشمس، مواصلاً ومجاهداً: يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق، مولده سنة (٥٢٧) ه، توفي في شهر محرم سنة (٦٠٦) ه، عن تسع وسبعين سنة؛ وقبره بهجرة قطابر عدني مسجد النيد، مشهور مزور.
(٣) الأمير الخطير، الحجة الشهير، شيخ العترة، وشيبة الحمد، من خضعت له العلوم، ونشرت على رأسه ألوية المظنون منها والمعلوم، وعكفت العلماء من الثقلين على بابه، وتشرفت بلثم أعتابه، ومضت به كلمة الشريعة في البلاد، محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى الأمير، بن الناصر بن الحسن بن عبد الله، العالم - بدر الدين، مولده سنة (٥٤٠ هـ) نشأ بصعدة على ما نشأ عليه سلفه الكرام من الولوع بالعلم الشريف، وتوفي: يوم الخميس في نصف رجب سنة (٦١٤) ه، وقيل: (٦٢٤)، وقبره مما يلي باب المسجد بهجرة قطابر بجوار أخيه شمس الدين، مشهور مزور.