ذكر ورعه # وزهده
ذكر ورعه # وزهده
أما زهده #:
  فمعروف في سيرته، مشهور من شيمته، يعرفه جميع من خالطه واتصل به من حال الصغر إلى وقت الكبر، وزهده في حطام الدنيا والتنعم بلذاتها مع القدرة عليه، وصبره على مضض العيش، مدمنًا على الصيام والقيام، وما لمس حرامًا متعمدًا، ولا أكله ولا رضي لآكله، ولا تصرف فيه بأمر ولا نهي، ولا أعان ظالِمًا قط ولا رضي له ظلمه، بل كان اشتغاله في دراسة العلم، وكان مغرمًا به، وملازمته للعلماء في الهجر ومجامع المسلمين المعروفة بصنعاء وغيرها، وكان يقتات بالشيء الزهيد ويؤثر على نفسه الوافدين إليه والضعفاء والمساكين والغرباء، زهدًا في الدنيا ورغبة عنها، وتعرضًا لِمَا عند الله سبحانه من الثواب الجزيل، ولم يرغب في زخرف الدنيا، والتسبب لخفض العيش وطلب الطيبات والفواكه، إنما شغله بغير ذلك مما هو مقبل عليه من طلب العلم والدأب فيه، والخوف لله ø والرغبة فيما وعد به الراغبين فيما عنده من المتقين له.
  ومن كتاب له # إلى أهل المغرب من خولان من مخلاف حيدان يقول فيه - وقد حكى بعض حاله -: والله ما رأيت خمرًا بعيني في يقظة ولا منام، ولا الملاهي من الطنابير وما شاكلها حتى ظهرت على الجبارين من الغز، وأمرتُ بكسرها وإراقة الخمور، ولا فعلتُ قبيحاً أعلمه قبيحاً متعمداً من الصغر إلى هذه الغاية من الكبر، ولا أكلت حبةً حراماً أعلمها، ولا قبضت