السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ورعه #

صفحة 74 - الجزء 1

  درهماً حراماً أعلمه، ولا تركت واجباً عامداً، وإني لمعروف النشأة بالطهارة، ما كان لي شغل إلا التعليم والدراسة والعبادة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الجهاد في سبيل الله فحاربت الظالمين قبل أن أقص شاربي بعلم الخاص والعام.

ورعه #

  ومن ورعه #: أنه يمنع دوابه ومماليكه عن تناول شيء من بيت المال، ولقد كانت خيله تبيت الليلة والليلتين والثلاث ما تفلق حبة وفي بيت المال سعة.

  ولقد كان ينفق أجزل ما يحصل له من البر والنذور، وفي بعضها ينفق كله فيما يعود نفعه على الإسلام.

  ومن ذلك: أنه كان يأتيه قوم كثير في أوقات مختلفة بشيء من الدنانير والدراهم على وجه البر فيقبض ذلك منهم، ثم يشكون شكية، أو يسألون إبلاغ حق، أو أماناً في بلدهم، فيرد لهم دنانيرهم، فيمتنعون فيقسم لا أخذت منها شيئاً، وذلك بعد شدة امتناعهم، ثم يُشكيهم⁣(⁣١)، ويبلغهم حقوقهم ويقضي لهم حوائجهم.

  ولقد رأيته يوماً في أسفل وادي عتم من بلاد بكيل - وهو يريد هجرة الجبجب⁣(⁣٢) بعد اللقاء الجامع في جرن القيل عقيب قتل جكو - وقد أخذ قوم من العسكر علفًا لخيلهم فصاح صاحبه، فسمعه الإمام # فضرب من لحق منهم بالسوط وأرسل كلٌّ ما معه، وانهزموا خوفاً منه.


(١) أي يرفع شكواهم ويزيلها.

(٢) الجبجب: قرية من مديرية ضوران أعمال ذمار، تقع غربي آنس.