[قصيدته حين لامه أهله على ترك التكسب]
  حَسبِي أُمَيمُ بِأَنَّنِي رَجُلٌ ... أَدرِي وَأدرِي أنَّنِي أَدرِي
  وَإِذَا وَعَدتُ أَتَيتُ مَوعِدَتِي ... وَإذَا خَلقتُ فإِنَّنِي أَفرِي(١)
  وَ أَلِينُ لابنِ العَمِّ يُسمِعُنِي ... مَا لَا أَشَا وَيَنالُهُ بِرِّي
  وإذا هفى المولى عفوتُ له ... والعَفْوُ أَكْرمُ شِيمَةِ الحُرِّ(٢)
  وَلَرُبَّ لَيلٍ قَد لَهَوتُ وَمَا ... لَهْوِي بِمُسمِعَةٍ ولا خَمْرِ(٣)
  بِفِكَاكِ مُشكِلَةٍ يَظَلُّ لَهَا ... ذُو العِلمِ يَنكُتُ حَائِرَ الفِكْرِ(٤)
  فَتَركتُهَا غَرَاءَ وَاضِحَةً ... للنَّاظِرِينَ كَطَلْعَةِ الفَجْر
  فَمَتَى أَرَى دَاعِي بَنِي حَسَنٍ ... يَدعُو فَيسرِي الهَمُّ مِن صَدْرِي
  وَمَتَى أَرَى الرَّايَاتِ تَنشُرُهَا ... رِيحُ السَّعَادَةِ أَبلغَ النَّشْر
  والخَيلُ تَمرُجُ لَا دَلِيلَ لَهَا ... إِلَا ذُرَى الخَطِيِّةِ السُّمْرِ(٥)
  تُردِي بِفتيَانِ الصَّبَاحِ ضُحَىً ... وَسَطَ العَجَاجَةِ كَالقَطَا الكُدْري(٦)
  مِن كُلِّ أبيضَ يَستضِيءُ بِهِ ... مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ البَدْر
(١) الخلق: التقدير، وخَلَق الأديم: صنعه وقدره. وأفراه: أصلحه أو أمر بإصلاحه، وهو يفري: الفرِّي كعنيِّ: يأتي بالعجب فِي عمله، فيكون المعنى: أصلح خلف الوعد تداركاً بالوفاء، أو ببيان مَا منع عنه من الأعذار الصادقة.
(٢) هذا البيت غير موجود في الديوان، وهو ثابت في المجموع السابق.
(٣) المسمعة: المغنية.
(٤) النكت: أن تضرب فِي الأرض بقضيب فيؤثر فيها. وهي صفة للحائر فِي الأمر.
(٥) المَرْجُ: الأَرضُ الواسعةُ ذاتُ نباتٍ كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ أَي تُخَلَّى تسرح مختلطةً حيث شاءت. وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه: أَعْلاهُ، والجَمْع الذُّرَى بالضم. والخَطِّيُّة: الرِّماح، نسبة إلى أرض.
(٦) تردي الخيل: ترمي الأرض بحوافرها، أو تسير مَا بين المشي والعَدْو. وفتيان الصباح: رجال الغارة. والقطا الكُدري، كتُركي: ضرب من القطا، غبر الألوان، رقش الظهور، صفر الحلوق.