السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة حين عاتبته امرأته على إتلاف ماله للوافدين]

صفحة 84 - الجزء 1

  يَهتَزُّ فِي ثَنيَيْ مَفَاضَتِهِ ... أَسَدٌ حَدِيدُ النَّابِ والظُّفْرِ⁣(⁣١)

  تَرقَى إِلَى حَسَنٍ مَنَاسِبُهُ ... نَاهِيكَ مِن شَرَفٍ وَمَن فَخْر

[قصيدة حين عاتبته امرأته على إتلاف ماله للوافدين]

  وعاتبته امرأته # على إفناء وفره واتلاف ما في يده للوافدين، فقال في ذلك:

  دَعِي اللّوْمَ عَنّي اليوم يا أمَّ زَيْنبِ ... ولا تذهبي فِي العَذل فِي كُلّ مَذهَب

  دَعِينِي فَإنَّ المالَ لَيسَ بِنَافِعِي ... إذا قَلَّ إحسانُ الطّبيبِ المُجَرِّب

  وصِرتُ لقَاً بين الرجالِ فَطَالَمَا ... تَنَحَّوا عن الأمر الذي لَمْ أُصَوّب

  وأصبحَ مَا خَلّفتِ إمَّا لِمَاجِدٍ ... طَلِيقِ المُحيَّا كالحُسَامِ المُشَطَّبِ⁣(⁣٢)

  وإِمَّا لِمَقطُوعِ اليَدَينِ عن النَّدَى ... كَلِيلِ المُدَى نَوَّامَةٍ غَيرِ أغلبِ⁣(⁣٣)

  ونَفسِيَ أبدَى من كِلَا ذَينِ فَاعلَمِي ... وخَلِّي عِتابِي فِي السَّماحة واصحَبِي

  فَإنَّ أبِي أوصى بَنِيْه بِخُطَّةٍ ... ولستُ بنَاسٍ للوصِيَّة من أَبِيْ⁣(⁣٤)

  وَبَاعَ تُرَاثَاً عن أبيه لِضَيفِهِ ... وَشقَّ فضُول البُردِ غَيرَ مُكذّب

  فَلَا تَعجَبِي منّي فهذا وراثَةٌ ... وإنَّ عَجِيبَاً منكِ أن تَتَعَجَّبِي

  فإن شئتِ فَاروِي مَا ذكرتُ وَسَامِحِي ... و إلّا فَلُومِي مَا بَدا لكِ واعتَبِي


(١) ثنيي مفاضته: مَعْطفَي درعه.

(٢) المُحيَّا: الوجه كله أو حره، وطليق الوجه: أي ضاحكه مشرقه.

(٣) أمدى العرب: أبعدهم غاية في العز. وكليل المدى: أي قليل العز ضعيف المرؤة. والأغلب: الأسد.

(٤) الخطة: المراد بها الأمر هنا.