السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة في حال الصغر]

صفحة 86 - الجزء 1

  سَلَا مَربعي جُملِ الدَّرِيسِينَ عن جُمْلِ ... وَلَا تَسألا عَن مَنزِلٍ مُوحِشٍ عُطْلِ⁣(⁣١)

  عَفَتهُ الغَوَادِي والسَّوَارِي بِمَرِّهَا ... فَأضحَى كَظَنِّ السُّوءِ فِي مُهجَةِ الخِلّ

  تلاحظه عيني فأحسب أنما ... ترحل منه قطعة الإجلِ من أجلي⁣(⁣٢)

  وَفِيهِ كَنَقْطِ الثَّاءِ سُفْعٌ رَوَاكِدٌ ... أو البَقرِ الوَحْشي ضُمْنَ على عِجْلِ⁣(⁣٣)

  وأَشْعَثَ عَارٍ كَالأسِيرِ مُسَجَّحٌ ... أَعاضُوهُ من طَوقِ العَنَا رِمَّةَ الحَبْلِ⁣(⁣٤)

  تَبَدَّلَ بعد الأُدْمِ من نَسلِ آدَمٍ ... بأَدَمٍ من الصِّيرَانِ مَسلُوبَةِ الفَقْلِ⁣(⁣٥)

  تُذَكِّرُنِي عَينُ الغَزَالِ وجِيدُهَا ... بِجُمْلٍ وجُمْلٌ لا تُقَايَسُ بالمِثْلِ⁣(⁣٦)

  وَلَيلٍ أَتَى كَالْهَجرِ من جُمْلَ أسوَدٍ ... وأنجُمُهُ مِثلُ المَوَاعِيدِ بِالوَصْل


(١) في البيت جناس تام في كلمتي جمل: فجُمْل كقُفْل اسم امرأة، جمل بنت شراحيل المازني، أو جمل امرأة من بني عامر، الدريس: الطريق الخفي. وجمل جمع جَمَل، وهو معروف.

(٢) الإجل بكسر الهمزة: القطعة من بقر الوحش.

(٣) السُّفع جمع سفعاء: وهي واحدة الأثافي، وهي الحجارة التي يوضع القدر عليها، وهي من آثار أهل الدار، وهي ثلاث أحجار من ثلاث جهات والجهة الرابعة مفتوحة، ولهذا شبهها بنقط الثاء.

وضمن: أي صوتن، لأن المضمن من الأصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر، والعجل بالكسر: ولد البقر. والمعنى أنه لم يبق من الدار وسكانها إلا الآثار كالأثافي، أو البقر الوحشي التي تصوت على أولادها.

(٤) الأشعث: الوتد، والأسجح: الحسن المعتدل، والطوق: كل ما استدار على الشيء، شبه الوتد في الدار بالأسير المطوق بالقيود في عنقه، ولكن ليس بقيود من حديد وإنما رمة الحبل البالي.

(٥) الأدمة في البشر: السمرة، والأدم محركة: سواد في قلب النخلة، والصيران جمع الصَّوْر: وهو النخل الصغار أو المجتمع، أو أصل النخلة، ومسلوبة الفقل: أي لا ثمر فيها. أي أن الدار تلك تبدلت بسكانها من البشر بني آدم، بالنخل الصغار الذي لا ثمر فيه، ولا أحد يهتم به، أو بأصول النخل.

(٦) جمل: اسم امرأة، والمراد به هنا اسم مستعار أطلق على من يقصد الإمام # في هذه القصيدة، نزلهم منزلة المعشوق لحبهم ومكانتهم عنده.