السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[ملحق بعض القصائد التي قالها # في صغره]

صفحة 87 - الجزء 1

  وَفِيهِ سُهَيلٌ للنُّجُومِ مُعَارِضٌ ... كَمِثلِ زُهَيرٍ في البَشَاشَةِ بِالقَتْل

  عَلَيهِ دِلاَصٌ من دَمِ القَومِ مُجْسَدٌ ... فَلَم يَرْوَ حَتَّى صَارَ يُرْعِدُ لِلعَلِّ⁣(⁣١)

  فَمَالِي وللدُّنيَا مَحَا اللهُ رَسمَهَا ... فَمَا هَمُّهَا هَمِّي ولا فعلُها فِعْلِي

  يَبِيتُ مَرَامي والهِلاَلُ مِهَادُهُ ... ورَأسِي فُوَيْقَ السَّبْعِ والمُشتَرِي نَعْلِي

  عَلَوتُ على الرّملِ الثِّقَالِ فَلَم تَجُدْ ... عَلَيَّ كمَا جَادَت بِوَبْلٍ و لا طَلّ

  وَلستُ بِمُستَبقٍ من العَيشِ فَانِيَاً ... وَلَكِنْ سَأُمْضِيهِ وأَمْضِي عَلَى رَسْلِي

  ومَا الأسدُ الضِّرغَامُ يَدخَرُ عَيشَهُ ... وقد جَمَعَتْ لِلحَولِ مَضْعَفَةُ النَّمْلِ⁣(⁣٢)

  ومَا حَقَنَت رُوسُ الشَّنَاخِيبِ مَاءَهَا ... ولَكِن بِمَا تَحوي تَجُودُ على السَّهْلِ⁣(⁣٣)

  فَيَا رَاكِبَاً وَجْنَاءَ خَرقا شِمِلَّةً ... مُنَعَّمَةً إلا من الشَّدِّ والرَّكْلِ⁣(⁣٤)

  يُزِلُّ الشَّذَى من صَفحَتَيهَا نَعِيمُهَا ... ولَا يَستَطِيعُ العَلُّ يعلو إلَى الرَّحْلِ⁣(⁣٥)


(١) دلاص: أي درع ملساء لينة، ومن دم القوم، شبه الدم الذي على جسده بالدرع، أو شبه الدرع الذي عليه من تلطخه بالدم بالثوب المجسد، والمُجسَد: هو مصبوغ بالزعفران، أو بالمِجْسَد كمنبر: أي ثوب الذي يلي الجسد، ويرعد أي يتوعد ويتهدد، والعلّ الشربة الثانية استعارها هنا للكرة الثانية.

(٢) أراد # تشبيه نفسه في توكله على الله تعالى، وعدم ميله إلى الدنيا، وكراهيته لجمعها بالأسد الذي يأنف أن يدخر من فريسته شيئاً إلى الغد، وأن جمع القوت من شأن الضعفاء كالنمل الذي يجمع قوته للسنة.

(٣) والحقن: الحبس، الشناخيب: جمع شنخوب وشنخوبة: وهو رأس الجبل، وهنا أراد أن يبين أنه بما يملك ويحوي يجود على من دونه من المحتاجين، كمثل رؤوس الجبال يسيل ما وقع عليها من المطر إلى السهول، ولا تحبس الماء فوقها.

(٤) الوجناء: الناقة الشديدة، وبقية الأوصاف تقدم معناها.

(٥) يُزِلّ: أي يُذهب، الشذا: أي الجرب والأذى، من صفحتيها: أي جانبيها، نعيمها: أي سمنها وصلابة بدنها، ومن قوتها لا يستطيع العلّ أي الرجل المسن النحيف أو الصغير الجسم أو الرقيق =