السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[ملحق بعض القصائد التي قالها # في صغره]

صفحة 88 - الجزء 1

  تَحَمَّلْ وشَمِّرْ لَا تُعَوِّجْ إذا انبَرَتْ ... جَنَادِبُ صِرِّ الأرض تدعوا إلى الظِّلِّ⁣(⁣١)

  مِنَ المُضْرَمِ الأحشا فَلَو أنَّ مَا بِهِ ... أَصَابَ ثَبِيرَاً كَادَ من حَرِّهِ يَغْلِي⁣(⁣٢)

  إِلَى ابنَي رَضِيعِ المَجدِ مِنِّي أُلُوكَةً ... تُحَلَّى بِهَا الأورَاقُ مَعدُومَةَ الْمِثْلِ⁣(⁣٣)

  تَغَيَّبْتُمَا عَنِّي فَنِلْتُ من الأسَى ... وحَقِّكُمَا مَا لَمْ يَنَل أحَدٌ قَبْلِي

  فَصَرتُ كَسَهمٍ فِي الكِنَانَةِ مُفرَدٍ ... خَلِيعٍ بِلَا رِيشٍ لِوَامٍ ولا نَصْل


= الجسم أن يعلو على الرحل أي ركاب الناقة، والمراد أن حامل هذه الرسالة إلى من وجهت إليهم لا بد أن يكون قوياً على ناقة قوية لبعد المسافة ومشقة السفر.

(١) لا تُعوج: أي لا تعطف رأس الناقة بالزمام ميلاً إلى الراحة والظل إذا انبرت الناقة: أي إذا أتعبها وأضر بها السفر، بل تحمل وشمر وواصل السير حتى تصل، ولا تكن كالجنادب: جمع جندَب وجندُب بفتح الدال وضمها، وهو ضرب من الجراد. وصر الجندب: مثل يضرب لمن اشتد به الأمر حتى أقلق صاحبه.

والأصل فيه: أن الجندب إذا رمض من شدة الحر، لَمْ يقر على الأرض وطار، فتسمع لرجليه صريراً. والمراد لا تكن كالجنادب إذا اشتدت عليه الحرارة طار ميلاً إلى الظل والبرود.

(٢) من المضرم الأحشاء: أي بلغ هذه الرسالة من المشتعل قلبه وفؤاده لهيباً وناراً، شبه ما في قلبه من الوجد والأسى والحزن على الفراق بالنار الملتهبة، ثم بين على سبيل الإستعارة التبعية والتخييلية أن الذي في أحشاءه لو وقع على جبل ثبير بمكة لصار يغلي من الحرارة.

(٣) إلى ابني رضيع المجد: أي بلغ إلى ابني رضيع المجد، لعله # يريد سليمان ومحمد ابني حمزة السراجي، ولم أتمكن من معرفة هذين الرجلين الذين قصدهما الإمام # على جهة التحقق، ألوكة أي رسالة.