أَمسَى مُضاجِعَنا تُدَفِّـ ... ـعُهُ النُّهُودُ مِن التَّرَائِبْ⁣^(⁣١)

  وَغَدَا وَمَضرِبُ جَفنِهِ ... خَضِلٌ من الجادِي خَاضِبْ⁣^(⁣٢)

  عُمْرِي لَقَد ذَهَبَ الزَّمَا ... نُ بِحُلَّةِ العُرْبِ الأعَارِبْ

  فَمَضَى الشّبَابُ وعَصْرُهُ ... وتَصرَّمَت تِلكَ المَآرِبْ

  وبَقِيتُ فِي خَلَفٍ كَأنْـ ... ـنَهُمُ الأسَاوِدُ والعَقَارِبْ

  وَتَرى ثِيَابَ مُسَالِمٍ ... من تَحتِهَا بَدَنُ المُحَارِبْ

[قصيدته في حال صباه إلى محمد وسليمان ابني حمزة]

  ومما قاله # في صباه [إلى محمد وسليمان ابني حمزة]⁣^(⁣٣) أيام كونهمَا بقطابر:

  دَارٌ لِمَيَّةَ أَقفَرَت بِزَرُودِ ... أَوْدَتْ ومن حُكم المرابِع تُودِي⁣^(⁣٤)

  لَمَّا تَوَلَّت مَيُّ فِي أظعَانِهَا ... عَنهَا أحَدَّتْ فِي الثِّيَابِ السُّود

  عرَّجتُ فِيهَا للسؤالِ فلم أَجدْ ... إنساً سِوى تَرجَاعِ صَوتِ السِّيدِ⁣^(⁣٥)

(١) النهود: المرتفع الناتي من الثدي. والتَّرَائِبُ: عِظَامُ الصَّدْرِ، أو ما وَلِيَ التَّرْقُوَتَيْنِ منه، أو ما بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ والتَّرْقُوَتَيْنِ، أو أرْبَعُ أضْلاعٍ من يَمْنَةِ الصَّدْرِ، وأرْبَعٌ من يَسْرَتِهِ، أو اليَدانِ والرِّجْلانِ والعَيْنَانِ، أو مَوْضِعُ القلادة.

(٢) الجفن: غمد السيف، ومضربه: المكان الذي يمسك منه، والخضل: المتبلل الذي أصلبه بلل وندى، والجادي: الزعفران، والخاضب: المصفر أو المخضر.

(٣) ما بين القوسين زيادة من الديوان.

(٤) الزرود: اسم موضع، وقيل اسم رمل مؤنث. أودت أي هلكت، ومن حكم أي من عادة وطريقة المرابع جمع مربع وهي المحلة أو الدار أن تودي أي تفنى وتهلك.

(٥) السيد: الذئب أو الأسد.