السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدته في حال صباه إلى محمد وسليمان ابني حمزة]

صفحة 91 - الجزء 1

  وجَرَاثِمٍ سَفْعَ الخُدُودَ مُلَيَقٍّ ... مِثلِ السِّوَارِ وأشعَثٍ مَشدُودِ⁣(⁣١)

  فَبَكيتُ حَولاً كَامِلاً فِي رَبْعِهَا ... شَجوَاً كَحُكم العامِرِيِّ لَبِيدِ⁣(⁣٢)

  أيَّامَ مَيَّ كَأنَّهَا يَزَنِيَّةٌ ... تَنْآدُ بَينَ القَاصِرَاتِ الغِيدِ⁣(⁣٣)

  يحْتَفُهَا لُعْسُ الشِّفَاةِ نَوِاعمٌ ... كَضِبَاءِ وَجْرَةَ أو نِعَاجِ عَقِيدِ⁣(⁣٤)

  هَيفَاءَ تَخطُرُ كَالنَّزِيفِ وتَنثَنِي ... بَاؤاً كَغُصنِ البَانَةِ الأملُودِ⁣(⁣٥)

  بَلْ أيُّهَا الغَادِي عَلَى عَيهَامَةٍ ... قُمُدٍ عَلَى اللأواءِ كَالجُلمُودِ⁣(⁣٦)


(١) الجراثم: هو التراب الذي تسفي به الريح. والليقة: الطينة اللزجة. وفي (النسخة الأصلية) وملتوٍ بدل مليق. ولعله يريد به الحبل ونحوه. والأشعث: الوتد.

(٢) شجواً: أي حزناً.

(٣) في (م) كأنها بردية. وتنآد: أي تنعطف. والقاصرات جمع مقصورة، وهي التي تحبس بالبيت ولا تترك أن تخرج. والغيد جمع غادة: وهي المرأة الناعمة اللينة البينة الغيد.

(٤) وجرة: موضع بين مكة والبصرة، قال الأصمعي هي أربعون ميلاً ليس فيها منزل، وهي مرت للوحش، وقد أكثر الشعراء من ذكرها.

(٥) الهَيْف: شدة العطش، والهافة الناقة تعطش سريعاً. والهَيَف بالتحريك: ضم البطن ورقة الخاصرة والإبل هُياف بالكسر والضم: استقبلت هبوب الريح بوجهها فاتحة أفواهها من شدة العطش. والمخاطِر: المراد به هنا التبختر فِي المشي. يقال: خطر الفحل بذنبه يخطِر خَطْراً وخَطَرأنا وخطيراً ضرب به يميناً وشمالاً. وهي ناقة خاطرة. والنزيف كأمير: المحموم والسكران، ومن عطش حتى يبست عروقه وجفَّ لسانه. تنثني: أي تلوي عنقها لغير علة. بأواً: فخراً، والناقة جهدت فِي عدوها وتسامت وتعالت. الأملود: الأملس اللين من الغصون.

(٦) العيهم: الشديد والناقة السريعة. قُمُدٌ بالضم والتخفيف: شديد أو غليظ. والأواء: الشدة. والجلمود: الصخرة الصماء العظيمة.