[قصيدته في حال صباه إلى محمد وسليمان ابني حمزة]
  وجَرَاثِمٍ سَفْعَ الخُدُودَ مُلَيَقٍّ ... مِثلِ السِّوَارِ وأشعَثٍ مَشدُودِ(١)
  فَبَكيتُ حَولاً كَامِلاً فِي رَبْعِهَا ... شَجوَاً كَحُكم العامِرِيِّ لَبِيدِ(٢)
  أيَّامَ مَيَّ كَأنَّهَا يَزَنِيَّةٌ ... تَنْآدُ بَينَ القَاصِرَاتِ الغِيدِ(٣)
  يحْتَفُهَا لُعْسُ الشِّفَاةِ نَوِاعمٌ ... كَضِبَاءِ وَجْرَةَ أو نِعَاجِ عَقِيدِ(٤)
  هَيفَاءَ تَخطُرُ كَالنَّزِيفِ وتَنثَنِي ... بَاؤاً كَغُصنِ البَانَةِ الأملُودِ(٥)
  بَلْ أيُّهَا الغَادِي عَلَى عَيهَامَةٍ ... قُمُدٍ عَلَى اللأواءِ كَالجُلمُودِ(٦)
(١) الجراثم: هو التراب الذي تسفي به الريح. والليقة: الطينة اللزجة. وفي (النسخة الأصلية) وملتوٍ بدل مليق. ولعله يريد به الحبل ونحوه. والأشعث: الوتد.
(٢) شجواً: أي حزناً.
(٣) في (م) كأنها بردية. وتنآد: أي تنعطف. والقاصرات جمع مقصورة، وهي التي تحبس بالبيت ولا تترك أن تخرج. والغيد جمع غادة: وهي المرأة الناعمة اللينة البينة الغيد.
(٤) وجرة: موضع بين مكة والبصرة، قال الأصمعي هي أربعون ميلاً ليس فيها منزل، وهي مرت للوحش، وقد أكثر الشعراء من ذكرها.
(٥) الهَيْف: شدة العطش، والهافة الناقة تعطش سريعاً. والهَيَف بالتحريك: ضم البطن ورقة الخاصرة والإبل هُياف بالكسر والضم: استقبلت هبوب الريح بوجهها فاتحة أفواهها من شدة العطش. والمخاطِر: المراد به هنا التبختر فِي المشي. يقال: خطر الفحل بذنبه يخطِر خَطْراً وخَطَرأنا وخطيراً ضرب به يميناً وشمالاً. وهي ناقة خاطرة. والنزيف كأمير: المحموم والسكران، ومن عطش حتى يبست عروقه وجفَّ لسانه. تنثني: أي تلوي عنقها لغير علة. بأواً: فخراً، والناقة جهدت فِي عدوها وتسامت وتعالت. الأملود: الأملس اللين من الغصون.
(٦) العيهم: الشديد والناقة السريعة. قُمُدٌ بالضم والتخفيف: شديد أو غليظ. والأواء: الشدة. والجلمود: الصخرة الصماء العظيمة.