طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

صفحة 112 - الجزء 1

  محبة الله ø شغله ذلك عن طلب الدنيا وأَوحش عن جميع البشر.

  وقال الحسن: من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدنيا زهدها.

  وعن سري السقطي قال: تدعى الأمم يوم القيامة بأنبيائها فيقال: يا أمة محمد يا أمة موسى، يا أمة عيسى، ويدعى المحبون فيقال: يا أولياء الله هلموا إلى الله - سبحانه وتعالى - فتكاد قلوبهم تنخلع فرحاً.

  وقال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه أحبه وإذا أحبه أقبل عليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال عليه لم ينظر إلى الدنيا بعين شهوة.

  وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب، وقالت رابعة العدوية يوماً: من يدلنا على حبيبنا؟ فقالت جاريه لها: حبيبنا معنا، ولكن الدنيا قطعتنا عنه.

  وأوحى الله تعالى إلى عيسى - عليه الصلاة والسلام -: إني إذا اطلعت على سر عبدي فلم أجد فيه حب الدنيا والآخرة ملأته من حبي، وتوليته بحفظي.

  وقال سري السقطي: من أحب الله تعالى عاش، ومن مال إلى الدنيا طاش، والأحمق يغدو ويروح في غير شيء.

  وقال أبو زيد البسطامي: الحب دهش في لذة وحيرة في نعيم.

  وقال سهل بن عبد الله: المحبة عطف الله بقلب عبده إلى مشاهدته بعد فهم المراد منه.

  وأوحى الله تعالى إلى داود - عليه الصلاة والسلام -: يا داود ذكري للذاكرين، وجنتي للعابدين، وزيارتي للمشتاقين، وأنا خاصة للمحبين.