طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

صفحة 113 - الجزء 1

  وأوحى الله تعالى إلى آدم - عليه الصلاة والسلام -: يا آدم من أحب حبيباً صدق قوله، ومن أنس بحبيبه رضي فعله، ومن اشتاق إليه جد في سيره.

  وقال بعضهم: رأيت في جبل رجلاً أحمر نحيف البدن، وهو يفر من حجر إلي حجر ويقول:

  إنما الشوق والهوى ... صيراني كما ترى

  وقال الجنيد ¥: - بكى يونس - عليه الصلاة والسلام - حتى عمي، وقام حتي انحنى، وصلي حتي اقعد، وكان يقول: وعزتك وجلالك لو كان بيني وبينك بحار من نار لخضتها شوقاً مني إليك. ويقال: من علامات المحبة حب لقاء الحبيب.

  قال ÷ «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه».

  وكان سفيان الثوري وبشر الحافي - رضي الله تعالى عنهما - يقولان: لا يكره الموت إلا مريب لأن الحبيب على كل حال لا يكره لقاء الحبيب.

  وقال سهل بن عبدالله: علامات محبة الله تعالى إيثار الله على نفسك، وليس كل من عمل الطاعات صار حبيباً، وإنما الحبيب من ترك المعاصي، ومن علامات المحبة: أن لا يخلو قلبك ولا لسانك من ذكر الله تعالى.

  قال بعض الصالحين: حصلت عندي فترة عن تلاوة القرآن فسمعت قائلاً يقول لي في المنام: إن كنت تزعم أنك تحبني فلم جفوت كتابي، أما ترى ما فيه من لطيف عتابي، قال: فانتبهت وقد مازج قلبي حب القرآن.

  وقال ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه -: لا ينبغي أن يسأل أحدكم عن نفسه إلا