طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن عمر بن عبد العزيز

صفحة 121 - الجزء 1

  وروي أنه لما ولي الخلافة أخذ كل ما تحت أيدي بني أمية من البيضاء والصفراء والعقار والعبيد وأرجعها إلى بيت مال المسلمين، ونادى من كان له حق على بني أمية فليقم بينته ويأخذه، وأرجع إلى أهل بيت النبي ÷ فدكا وقد كان أخذها مروان له وأولاده.

  مات عمر بن عبدالعزيز سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وثلاثين سنة وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر ملأها عدلاً وقسطاً، فبينما الناس على قبره إذ سقطت ورقة مكتوب فيها: أمان من الله العزيز إلى عمر بن عبدالعزيز.

  قالت زوجته: اشتهى عمر عسلاً فأرسلت غلامي على خيل البريد بدينارين فاشترى عسلاً، فلما قدمته له أكل منه وقال: من أين لكم هذا؟ فقلت: أرسلت غلامي على خيل البريد فاشتراه لك. فباعه وأعطاني المال، ورد الباقي إلى بيت المال، ثم قال لنفسه: يا عمر أتعبت خيل المسلمين في شهوتك.

  روى الإمام الحافظ الشريف أبو عبد الله محمد بن علي العلوي: أنَّ الإمام زيداً دخل على عمر بن عبدالعزيز فتكلم فقال عمر بن عبد العزيز إن زيداً لمن الفاضلين في دينه وقيله وكان عمر يختلط بزيد بن علي ويكاتبه، قال عبيد بن محمد: كتب زيد بن علي إلى عمر بن عبدالعزيز في كتاب كتبه إليه أما بعد: فإن الدنيا إذا أشغلت عن الآخرة فلا خير فيها لمن نالها واتق الله ولتعظم رغبتك في الآخرة، فإنه من كان يريد حرث الآخرة يزيده الله توفيقاً، ومن كان يريد حرث الدنيا فلا نصيب له في الآخرة.