حكاية عن جعفر بن محمد #
  وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى، أسأله أن يوفقك لاستعمالها، ثلاثة منها في رياضة النفس وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإياك والتهاون بها.
  قال عنوان: ففرغت قلبي له فقال: أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبلد، ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالاً وسم الله، واذكر حديث رسول الله ÷: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
  وأما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشراً فقل له: إن قلت عشراً لم تسمع واحدة ومن شتمك فقل له: إن كنت صادقاً فيما تقول فأسأل الله تعالى أن يغفر لي، وإن كنت كاذباً فيما تقول فأسأل الله أن يغفرلك، ومن وعدك بالخنا فعده بالنصيحة والدعاء.
  وأما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتاً وتجربة، وإياك أن تعمل برأيك شيئاً، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلاً، واهرب من الفتيا هروبك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسراً، قم عني يا أبا عبدالله فقد نصحت لك ولا تفسد عليَّ وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي، والسلام على من اتبع الهدى.