طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

من سيرة الإمام الهادي #

صفحة 130 - الجزء 1

من سيرة الإمام الهادي #

  المجدد للدين الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الحسني. قال: وحدّث محمد بن سعيد قال: لما نزل الهادي إلى الحق ~ صعدة وكان محله في دار الإمارة، فكان يصلي بالناس الصلوات بالجماعة فلا يقطع ليلاً ولا نهاراً، ويجلس ما بين الصلوات فيعظ الناس، ويعلمهم فرائض الدين، وفرائض المواريث، ويتحاكمون إليه ويبين لهم في رفق، ثم ينهض فيدور الأسواق والسكك ونحن معه، فإن رأى جداراً مائلاً أمر أهله بإصلاحه، أو طريقاً فاسداً أمر بتنقيته، أو خلفاً كذا مظلماً أمر أهله أن يضيئوا فيه بالليل للمارة، والسالك إلى المسجد وغيره، وإن رأى امرأة أمرها بالحجاب، وإن كانت من القواعد أمرها بالتستر، وهو الذي أحدث البراقع للنساء باليمن وأمرهن بذلك، وكان يقف على أهل كل بضاعة فيأمرهم بأن لا يغشّوا بضائعهم، ويأمرهم بتنقيتها من الغش وتفصيل ما يبيعون، وإيفاء ما يسمون، فقالوا له: أليس التسعير حراماً؟ فقال: أو ليس الظلم والغش حراماً؟ قالوا: بلى، قال: فإنما نهي عن التسعير على أهل الوفاء وأهل التقوى، فإذا ظهرت الظلامات في البيوع وجب على أولياء الله أن ينهوا عن الفساد كله، ويردوا الحق إلى مواضعه، ويزيحوا الباطل من مكانه، ويأخذوا على يد الظالم في ظلمه، قال: وكان يقف على الحبس، ثم يدخله فيأمر بتنقيته، ويأمر من كان فيه من قاريء بأن يعلم من كان فيه لا يقرأ، ويسأل عن ديونهم وحبسهم، فمن كان في دين نظر في جِدَتِه وإفلاسه، ومن