حكاية عن أبي حنيفة
  كان في ذنب تفقد جُرمه وأمره، ويفحص عن أحوالهم، ثم يرجع وقد أمر ونهى في جميع القرية، وأقام على ذلك وقتاً لم يتغير مع مواعظ وصدقات، وعيادة للمرضى، ومداواة للقلوب، ودعاء إلى الله في السر والعلانية، إلى أن قال: ورأيته يفت بيده الطعام للأيتام ويثرده بالسمن، ثم يقول أدخلوهم، ثم ينظر فمن كان منهم ضعيفاً من المأكل قال: هذا مغبون، ويأكل مع المساكين، ثم يعزل له شيئاً، وكان لا يأكل طعاماً حتى يطعم منه المساكين، ثم يأكل من بعد ذلك ... إلخ.
حكاية عن أبي حنيفة
  عن بعض علماء الحنفية أن حسَّاد أبي حنيفة أرادوا إبطال كلمته، فجعلوا لامرأة جعلاً على أن تدخله دارها ليلاً وتظهر للناس أنه راودها بفاحشة، فتعرضت له وقت السحر وهو يريد صلاة الفجر في الجامع، وقالت: إن زوجي يريد الوصية وهو مريض وأخاف الموت عليه قبل ذلك، فدخل معها فغلقت الأبواب وصاحت، فجاء الحسّاد وأخذوا الإمام والمرأة للخليفة فأمر بسجنهما حتى تطلع الشمس، فاستقبل الإمام لصلاته في السجن، فندمت المرأة وأخبرت الإمام بما قيل لها، فقال: قولي للسجان لي حاجة وسأعود إليك، فإذا خرجت فاذهبي إلى أم اد يعني زوجته وأخبريها بالقصة، وادعيها تحضر عندي وامضي أنت، ففعلت المرأة، فلما حضرت زوجته، وطلع النهار طلب الخليفة المرأة وأبا حنيفة، وقال: أيحل لك أن تخلو بأجنبية؟ فقال أبو حنيفة: علي بفلان يعني أبا زوجته فلما حضره قال: من هذه وكشف وجهها فإِذا هي ابنته؟ فقال: هذه ابنتي