حكاية
  عليها ثيابها وانطلقت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان على دين إبراهيم # وقصت عليه القصة فبشرها بالناموس الأكبر، فرجعت تبشر رسول الله ÷ وتثبت فؤاده، وتطمئن قلبه وتقول له ÷: أبشر يا بن عم واثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، ولما فتر عنه الوحي حزن وخشي أن يكون ما يراه في الأفق ليس بملك، وخيل إليه ما يخيل للكهان، وبث إلى خديجة ما يجده من هواجس يقول لها: (يا خديجة والله ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئاً قط ولا الكهان، وإني أخشى أن أكون كاهناً» وتقول له خديجة كلمات ملؤها الثقة والثبات والطمأنينة: كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، وإن فيك من صفات الخير ما لا يجعل للشيطان سبيلاً إلى نفسك. كلمات تملأ القلب بالطمأنينة، والثقة في ترتيب لم يسبق إليه الفصحاء ولا يأتي بمثله البلغاء، وقد وفى لها الرسول ÷ وفاء لم يسبق إليه أحد حتى قدح غيرة أم المؤمنين عائشة حتى قالت ما غرت على نساء النبي ÷ إلا على خديجة وإني لم أدركها.
  قالت: وكان رسول الله ÷ إذا ذبح شاة فيقول: «أرسلوها إلى صواحب خديجة» فأغضبته يوماً فقلت خديجة ... خديجة! فقال رسول الله ÷: «إني رزقت حبها»، وفي رواية البخاري ما غرت على أحد من نساء النبي ÷ ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي ÷ يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعث إلى صدائق خديجة فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول: «كانت وكانت وكان لي منها الولد».
  وفيه - أي البخاري - عن عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت