طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية

صفحة 154 - الجزء 1

  طاعته، فلا تستحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرن من المعاصي شيئاً فلعل سخطه فيه، وخباً أولياءه في عباده فلا تحقرن أحداً فلعله ذلك الولي.

  حكى السمهودي في (جواهر العقدين) عن أبي زرعة الحافظ زين الدين العراقي أنه ركب مع شخص من المكَّارية من طائفة الريّافة، قال: فقلت في نفسي وقد خاضت في الأمل: لو كان لي أربع زوجات في أربع مساكن وفي كل مسكن من الكتب التي أحتاجها نظير ما في بقية المساكن، قال فرفع المكاري طرفه إلي وكان يبدل في نطقه القاف كافاً فقال: يا فكيه ما هذا الأمل؟ أربع زوجات وأربع مساكن في كل مسكن نظير ما في الآخر؟ قال فترجلت عن دابته وقلت له: أنت أحق أن تركب وأمشي في خدمتك فقال: لا والله لئن لم تركب ذهبت عنك بدابتي، قال فركبت معه، فلما وصلنا إلى الرميلة قال لي: يا فكيه ركب معي شخص من الأتراك، فلما وصل إلى هذا الموضع نزل عن الحمار، فقلت له: الكراء أعطنيه فرفع المكرعة وضربني بها، والله لو قلت للأرض ابتلعيه لابتلعته فذهبت يا فكيه وتركته. قال الشيخ: فطائفة المكارية فيهم الأولياء وكذا غيرهم وحسن الظن ربح، وسوء الظن حرمان أو قال: خسران.

حكاية

  روي أن راهباً اشتهر ببلاد مصر بالمكاشفة، فقال عالم من المسلمين لا بد من قتله خوفا على المسلمين أن يفتنهم، فقصده بسكين مسمومة، فلما طرق بابه قال: اطرح السكين وادخل يا عالم المسلمين، فطرحها ودخل فقال: من أين لك نور المكاشفة؟ قال: بمخالفة النفس، فقال: هل لك في الإسلام؟ قال: نعم أشهد أن