طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية

صفحة 155 - الجزء 1

  لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فقال: ما حملك على ذلك؟ قال: عرضت الإسلام على نفسي فأبت فخالفتها فوفقني الله تعالى إلى الإسلام.

  {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}⁣[النحل].

  حكاية عجيبة: روى لنا شيخنا شيخ الإسلام الحجة أبو الحسين مجد الدين بن محمد المؤيدي قصة عجيبة قريبة العهد في أول هذا القرن الرابع عشر، أن رجلاً صالحاً كان مسافراً في جهات صعدة صباح يوم فقامت أعمدة الجراد حتى غطت على عين الشمس كالسحب المتراكمة بعضها فوق بعض، فسمع صوتاً من السماء بالعربية الفصحى يسمع صوته ولا يرى شخصه، يقول: يا جند الله عليكم بوادي علاف إلا زرع القنبري، فغذّ الرجل السير مجداً متجهاً إلى وادي علاف ليرى هذه العجيبة، فوصل إليها قبل الظهر وقد غطى الجراد الشجر والحجر والزرع، والناس من الفلاحين كل واحد يحاول أن يصده عن مزرعته، هذا بالطبول، وهذا بإضرام النيران، وهذا بالهواش، وهذا بإثارة الأتربة، فلم يبق فسأل الرجل عن القنبري، فقالوا له: هو ذاك في مزرعته وهو يروح ويجيء أمام أصحابه وكأنه يعمل مثلما يعملون، فلم تمض إلا ساعة وكانت الأرض جرداء لم يبق فيها خضراء، ولم يبق إلا جذوع العلوب، والأشجار الكبيرة، وإذا مزرعة القنبري كعادتها لم يأكل منها بقلة واحدة، وصارت علامة خضراء من أعلى الوادي إلى أسفله، فغدا عليه أصحابه يقولون له: كيف فعلت؟ كيف فعلت؟ فقال: أعان الله تعالى على صرفها، أما رأيتموني بينها أهوش وأعمل مثلما تعملون أنا وعيالي، فتعجبوا، ودخل القنبري مسجد القرية وتبعه الرجل، فلما