طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية معاوية والمعمر

صفحة 175 - الجزء 1

حكاية معاوية والمعمر

  من كتاب (أخبار المعمرين من العرب) للإمام أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني البصري حدث أبو الجنيد الضرير عن أشياخه قال: قال معاوية: إني لأحب أن ألقى رجلاً قد أتت عليه سِنٌ، وقد رأى الناس، يخبرنا عما رأى، فقال بعض جلسائه: ذاك رجل بحضر موت فأرسل إليه فأتي به، فقال له: ما اسمك؟ قال: أمد، قال: ابن من؟ قال: ابن أبد، قال: ما أتى عليك من السن؟ قال: ستون وثلاثمائة سنة، قال: كذبت، قال: ثم إن معاوية تشاغل عنه ثم أقبل عليه، فقال: ما اسمك؟ قال: أمد، قال: ابن من؟ قال: ابن أبد، قال: كم أتى عليك من السن؟ قال: ثلاثمائة سنة وستون سنة، قال: أخبرنا عما رأيت من الأزمان، أين زماننا هذا من ذلك؟ قال: وكيف تسأل من تكذب؟ قال: إني ما كذبتك ولكني أحببت أن أعلم كيف عقلك، قال: يوم شبيه بيوم، وليلة شبيهة بليلة، يموت ميت ويولد مولود، فلولا من يموت لم تسعهم الأرض، ولولا من يولد لم يبق أحد على وجه الأرض، قال: فأخبرني هل رأيت هاشماً؟ قال: نعم رأيته طوالاً حسن الوجه إن بين عينيه بركة، أو غرة بركة. قال: فهل رأيت أمية؟ قال: نعم رأيته رجلاً قصيراً أعمى، يقال: إن في وجهه لشراً وشؤماً. قال: أفرأيت محمداً؟ قال: ومن محمد؟ قال: رسول الله ÷، قال: ويحك أفلا فخّمته كما فخّمه الله تعالى، فقلت: رسول الله ÷؟! قال: فأخبرني ما كانت صناعتك؟ قال: كنت رجلاً تاجراً، قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري عيباً ولا أرد ربحاً، قال معاوية: سلني، قال: أسألك أن تدخلني الجنة، قال: ليس ذلك بيدي ولا أقدر عليه، قال: فأسألك أن ترد علي شبابي، قال: ليس ذلك بيدي ولا أقدر