طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أحبار اليهود والإمام علي #

صفحة 220 - الجزء 1

  وجعل على يمين السرير ثمانين كرسياً من الذهب مرصعة بالزبرجد الأخضر، وأجلس عليها بطارقته، وجعل على يسار السرير ثمانين كرسياً من الفضة مرصعة بالياقوت الأخضر، وأجلس عليها هراقلته، ثم جلس على السرير ووضع التاج على رأسه، فوثب اليهودي وقال: يا أمير المؤمنين، فما كان تاجه؟ قال علي #: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أخا اليهود وكان تاجه من الذهب المسبك الأربعة الأركان على كل ركن درة بيضاء تضيء كما يضيء المصباح في الليلة الظلماء، واتخذ خمسين غلاماً من أولاد الهراقلة فقرطهم بأقراط الذهب الأحمر، وألبسهم الديباج الأحمر، وسرولهم سراويل الفرند، وتوجهم، ودملجهم، وخلخلهم وأعطاهم الأعمدة من الذهب، وأوقفهم على كراسيه، واتخذ ستة أغلمة وجعلهم وزراءه، وجعل ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره، فوثب اليهودي فقال: يا علي فما كان أسماء الثلاثة الذين كانوا عن يمينه؟ وما كان أسماء الثلاثة الذين كانوا عن يساره؟ فقال علي: لا حول ولا قوة إلا بالله يا أخا اليهود أما الثلاثة الذين كانوا عن يمينه فكان أسماؤهم تمليخا، ومكسلمينيا، ومشلينيا، وكان أسماء الذين كانوا عن يساره، مرنوش، ودبرنوش، وسادرنوش، فكان يستشيرهم في جميع أموره، وكان يجلس كل يوم في صحن داره البطارقة عن يمينه والهراقلة عن شماله، وكان له ثلاثة غلمان في يد أحدهم جام من الذهب مملوء ماء الورد، وفي يد الآخر جام من الفضة مملوء مسكاً، وفي يد الآخر طائر أبيض له منقار أحمر، قد أدّب ذلك الطائر، فإذا نظر إليه الملك

  وصفر له طار حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه، فيحتمل ما كان في الجام بريشه وجناحيه ثم يصفر له الثانية فيطير الطائر حتى يقع في جام المسك