مما قيل في فضل الجوع
مما قيل في فضل الجوع
  قال في (صلة الإخوان) في سيرة العارف بالله إبراهيم بن أحمد الكينعي - رضي الله تعالى عنه - وجد في مسوداته بعد موته: فصل من كلام أهل الإشارة، قال: سئل يحيى بن معاذ عن الصوم فقال: صوم العامة عن الطعام والشراب، وصوم الخاصة صوم العبودية فيفطرون بذكره، من حلاوة الخدمة يجلسون على مائدة النعمة، ويأكلون من ثمار الحرمة، ويشربون من عين المحبة، ويقومون بشكره، وينامون بأنسه، ويستضيئون بضوء التوفيق، ويتسحرون بالشوق، ويصلون ركعتين؛ ركعة من خوف القطيعة، وركعة رجاء الوصلة، ثم يسلمون على أيمانهم بالانقطاع عن الدنيا، وعن شمائلهم بالانقطاع إلى الآخرة، ثم يقولون: لبيك من نفسي وروحي، لبيك من قلبي وعقلي، ما دام الروح في جسدي، فإذا كان كذلك فهو من أهل هذه الآية، قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ٧٩ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ٨٠}[الشعراء] من مرض القطيعة برجاء الوصلة، أي يطعمني من حلاوة الخدمة، ويسقيني من عين المحبة، ويشفيني من مرض القطيعة برجاء الوصلة.
  قال أبو سليمان الداراني: مثل الجوع مثل الرعد، والقناعة مثل السحاب، والحكمة كالمطر.
  وذكر أبو طالب المكي في (قوت القلوب): مثل البطن، مثل المزهرة، وهو العود المجوف ذو الأوتار، وإنما حسن صوته لخفته ورقته، وخلاء جوفه،