طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن عيسى #

صفحة 247 - الجزء 1

  فكذلك الجوف إذا خلا كان أعذب للتلاوة، وأدوم للقيام، وأقل للمنام، وقال: روي أن عيسى # قعد يناجي ربه ستين صباحاً ما طعم فيها شيئاً، فخطر بباله الخبز فانقطع عن المناجاة، وموسى # لما ترك الأكل أربعين يوماً قربه الله نجياً.

حكاية عن عيسى #

  مر عيسى # في بعض الطرق فرأى امرأة عليها من كل زينة فذهب يغضي وجهه عنها، فقالت: اكشف وجهك عني فلست بامرأة! أنا الدنيا، فقال لها: ألك زوج؟ فقالت: لي أزواج كثير، فقال لها: هل تحبين أحداً منهم؟ فقالت: لا أحب أحداً منهم، بل هم يحزنون علي ولا أحزن عليهم، ويبكون علي ولا أبكي عليهم، فيا عجبا للمتأخرين كيف لا يعتبرون بالمتقدمين!

حكاية أسر زيد بن الداعي

  أسر زيد بن الداعي في الحرب التي كانت بين أبيه والخراسانية أصحاب إسماعيل بن أحمد الساماني صاحب ما وراء النهر من أعمال خراسان سنة سبع وثمانين ومائتين، واستشهد أبوه محمد بن زيد # في هذه الحرب، وقبر بجرجان، وحمل ابنه أبو الحسن زيد أسيراً إلي بخاري، وكان فاضلاً أديباً فكتب إلى بعضهم:

  أَسِجْنٌ وقيدٌ واشتياق وغربةٌ ... ونأي حبيب إن ذا لثقيل