طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرائف وفوائد عظيمة

صفحة 255 - الجزء 1

  الأبصار) من العمى، وقوة الأبدان على الشنآن، ينزل الله حامله الجنان، ويجعله محل الأبرار، بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يُعرف الله ويوحد، وبالعلم تفهم الأحكام، ويفصل به بين الحلال والحرام، ويمنحه الله السعداء، ويحرمه الله الأشقياء.

  وعن أمير المؤمنين علي - عليه الصلاة والرضوان -: قوام الدنيا بأربعة: بعالم ناطق بعلمه عامل به، وبغني لا يبخل بفضل ماله على أهل دين الله، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبمتعلم لا يستكبر عن طلب العلم، فإذا بخل العالم بعلمه، والغني بفضل ماله على أهل دين الله، وباع الفقير آخرته بدنياه، واستكبر الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدنيا إلى بُدئها، فلا تغرنكم كثرة المساجد، وأجناد مختلفة، قيل: يا أمير المؤمنين فما العيش في ذلك الزمان؟ قال: خالطوهم في الظاهر، وخالفوهم في الباطن، وتوقعوا فيما بين ذلك الفرج من الله ø.

  وعن عبدالله قال: قال لي رسول الله ÷: «إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعاً ينتزعه منهم، ولكن بقبض العلماء، فإذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالاً سئلوا فاستحيوا أن يقولوا: لا نعلم فضلوا وأضلوا كثيراً».

  وعن حذيفة قال: قال رسول الله ÷: «فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع».

  وعن ابن عباس أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ÷ فقال: يا نبي الله علمني من غرائب العلم، فقال له رسول الله ÷: «وما صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟ فقال الرجل: وما رأس العلم يا رسول الله؟ فقال: معرفة الله حق معرفته. فقال: يا رسول الله، وما معرفة الله حق معرفته؟ فقال رسول الله ÷: أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه، وتعرفه إلهاً، واحداً، فرداً، صمداً،