طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرفة من (نور الأبصار)، في مناقب بيت النبي المختار ÷ للشبلنجي المصري

صفحة 280 - الجزء 1

  ولدت بمكة المشرفة سنة خمس وأربعين ومائة، ونشأت بالمدينة المنورة في العبادة والزهادة، تصوم النهار، وتقوم الليل، وكانت لا تفارق حرم النبي ÷ وحجت ثلاثين أكثرها ماشية، وكانت تبكي بكاءً كثيراً، وتتعلق بأستار الكعبة، وتقول: إلهي وسيدي ومولاي متعني وفرحني برضاك عني، فلا سبب لي أتسبب به يحجبك عني.

  قالت زينب بنت يحيى المتوج وهو أخو السيدة نفيسة ¤: خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا أفطرت بنهار، فقلت: أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وقدامي عقبات لا يقطعها إلا الفائزون.

  قال القضاعي: قيل لزينب بنت أخي السيدة نفيسة ¤ ما كان قوت السيدة نفيسة؟ قالت: كانت تأكل في كل ثلاثة أيام أكلة، ثم ذكر لها كرامات عظيمة، واستجابات لدعائها، منها: أن امرأة عجوزاً كان لها أربع بنات يتقوتن من غزلهن من الجمعة إلى الجمعة، وفي آخر الجمعة تأخذ العجوز غزلهن وتمضي به إلى السوق فتبيعه وتشتري بنصف ثمنه كتاناً، وبنصفه الآخر ما يقتتن به من الجمعة إلى الجمعة، فأخذته يوماً العجوز ولفته في خرقة حمراء، ومضت به إلى السوق، فبينما هي مارة في الطريق والغزل على رأسها إلا وقد انقض طائر على رزمة الغزل واختطفها وارتفع، فوقعت المرأة مغشياً عليها، فلما أفاقت قالت: كيف أصنع بالأيتام وقد أجهدهم الجوع، فبكت، فاجتمع الناس وسألوها عن شأنها فأخبرتهم بالقصة، فدلوها على السيدة نفيسة ^ وقالوا: امضي واسأليها الدعاء فإن الله - تعالى - يزيل ما بك، فمضت إلى السيدة نفيسة