طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرفة من (نور الأبصار)، في مناقب بيت النبي المختار ÷ للشبلنجي المصري

صفحة 281 - الجزء 1

  فأخبرتها بقصتها وما جرى لها، وسألتها الدعاء فرحمتها السيدة نفيسة وقالت: يامن علا قدرُه، وعظم شأنُه، اجبر من أمتك هذه ما انكسر، فإنهن خلقك وعيالك، ثم قالت: اقعدي فإنه علي كل شيء قدير، فقعدت المرأة على الباب وفي قلبها من جوع الأولاد التهاب، فما كان إلا ساعة وإذا بجماعة قد أقبلوا عليها واستأذنوا في الدخول عليها، فأذنت لهم فدخلوا وسلموا عليها فسألتهم عن أمرهم؟ فقالوا إن لنا لأمراً عجيباً نحن قوم تجار ولنا مدة ونحن مسافرون في البحر ونحن بحمد الله سالمون، فلما وصلنا إلى قرب بلدكم انفتحت المركب التي نحن فيها ودخل الماء وأشرفنا على الغرق وجعلنا نسد المكان الذي انفتح بجهدنا فلم ينسد، فاستغثنا إلى الله - تعالى - وتوسلنا إليه فإذا بطائر ألقى إلينا خرقة فيها غزل فوضعناها في المكان المنفتح فانسد بإذن الله تعالى ببركتك، وقد جئنا بخمسمائة درهم فضة شكراً لله تعالى على السلامة، فعند ذلك بكت السيدة نفيسة ^ وقالت: إلهي، ما أرأفك وألطفك بعبادك، ثم نادت العجوز فجاءت، فقالت لها السيدة: بكم تبيعين غزلك كل جمعة؟ فقالت: بعشرين درهماً، فقالت: أبشري فإن الله - تعالى - عوضك عن كل درهم خمساً وعشرين درهماً، ثم قصت القصة عليها ودفعت لها ذلك فأخذته وأتت بناتها فأخبرتهن بما جرى وكيف رد الله - تعالى - لهفتها ببركة السيدة نفسية ^.

  قال القضاعي: إن السيدة انتقلت من المنزل الذي نزلت به إلى دار أبي جعفر خالد بن هارون السلمي وهي التي وهبها لها أمير مصر السري بن الحكم في خلافة المأمون فأقامت بها حيناً إلى زمن وفاتها، وحفرت قبرها بيدها في بيتها وكانت تصلي فيه كثيراً، وقرأت فيه مائة وتسعين ختمة، وفي رواية عنه ألفي