طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرفة من (نور الأبصار)، في مناقب بيت النبي المختار ÷ للشبلنجي المصري

صفحة 283 - الجزء 1

  رأيت رسول الله ÷ وهو يقول لي: «رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم». وذلك في سنة ثمان ومائتين بعد وفاة الإمام الشافعي رضي لله تعالى عنه بأربع سنين، ودفنت بمزار بدرب السباع، وكان يوم دفنها يوماً مشهوداً، وأتوها من البلاد والنواحي يصلون عليها بعد دفنها، وأوقدت الشموع تلك الليلة وسمع البكاء من كل دار بمصر وعظم الأسف عليها.

  قال الدميري: كانت من أهل الخير والصلاح، وكانت في آخر عمرها إذا عجزت عن الصلاة قائمةً صلت قاعدة، وكانت من كثرة الصيام والقيام ضعفتىقواها، وزار قبرها جماعة من الأولياء والصلحاء كالأستاذ الكبير أبي الفيض تومان ذي النون المصري أحد رجال الطريقة المعتبرين، وأبي الحسن الدينوري، وأبي علي الروزباري، وأبي بكر أحمد بن نصر الدقاق، وبنان بن أحمد بن محمد بن سعيد الحمال الواسطي، وشقران أبي عبدالله المغربي، وإدريس بن يحيى الخولاني، والفضل بن فضالة، والقاضي بكار بن قتيبة، وإسماعيل المزني صاحب الإمام الشافعي، وعبدالله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن المصري، وولده الإمام محمد صاحب (تأريخ مصر)، وعبد الرحمن بن الحكم، والإمام أبي يعقوب البوايطي، والربيع بن سليمان المرادي، وممن لا يحصي عددهم إلا الله.

  وينبغي للزائر إذا دخل ضريحها بل وضريح كل من كان من أهل البيت أن يقول: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ٧٣}⁣[هود] اللهم إنك ندبتني لأمر قد فهمته، وقلته، وسمعته، وأطعته، واعتقدته، وجعلته أجراً لنبيك محمد ÷ إذ هديتنا به إليك، ودللتنا به عليك،