حكاية لحفيد الكاظم #
حكاية لحفيد الكاظم #
  ظريفة من (نور الأبصار) ما معناه: كان المأمون عزم أن يعهد إلى الإمام أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم كما عهد إلى أبيه الإمام علي الرضا فتخوف بنو العباس من ذلك، ونازعوا المأمون في ذلك، ثم تواعدوا إلى أن يرسلوا إلى الإمام محمد الجواد من يختبره فأرسلوا إلى يحيى بن أكثم، ووعدوه بشيء كثير إن قطع لهم محمداً وأخجله، فحضر الخليفة وخواص الدولة ومعهم يحيى بن أكثم فأمر المأمون بفرش حسن لمحمد فجلس عليه وسأله يحيى مسائل فأجاب عنها بأحسن جواب وأوضحه، فقال له الخليفة: أحسنت يا أبا جعفر فإن أردت أن تسأل يحيي ولو مسألة واحدة، فقال له يحيي: يسأل فإن كان عندي جواب أجبت به وإلا استفدت الجواب، والله أسأل أن يرشدني للصواب، فقال له أبو جعفر محمد الجواد: ما تقول في رجل نظر إلى امرأة في أول النهار بشهوة فكان نظره حراماً عليه، فلما ارتفع النهار حلت له، فلما زالت الشمس حرمت عليه فلما كان وقت العصر حلت له، فلما غربت الشمس حرمت عليه، فلما دخل وقت العشاء الآخر حلت له، فلما انتصف الليل حرمت، فلما طلع عليه الفجر حلت له، فبماذا حلت هذه المرأة لهذا الرجل وبماذا حرمت عليه في هذه الأوقات؟ فقال يحيى بن أكثم: لا أدري فإن رأيت أن تفيد الجواب فذلك. فقال أبو جعفر: هذه أمة لرجل نظر إليها شخص في أول النهار بشهوة وذلك حرام عليه، فلما ارتفع النهار ابتاعها من صاحبها فحلت له، فلما كان وقت الظهر أعتقها فحرمت عليه، فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء كفر عن الظهار فحلت له، فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه، فلما كان وقت الفجر راجعها فحلت له.