طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية في أوصاف المؤمن

صفحة 295 - الجزء 1

  فأقبل المأمون على من حضر من أهل بيته فقال: هل فيكم أحد يستحضر أن يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟ فقالوا: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فقال: قد عرفتم الآن ما تنكرون. وظهر في وجه القاضي يحيى الخجل والتغير، وعرف ذلك كل من في المجلس.

حكاية في أوصاف المؤمن

  من (أمالي المرشد بالله) عن الحسن، قال: علامات المؤمن وطباعه: قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وعلم في حلم، وكسب في رفق، وعطاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في فاقة، وإحسان في تؤدة، وطاعة في نصيحة، ونهي عن شهوة، وتورع عن رغبة، وتعفف في جهد، وتحرج في طمع، وشغل في صبر، وشدة في شفق، وصلاة في شغل، وشفق في ثقة، ورحمة للمجهود، ويطرد فحشه بمعروفه، ويغلب شحه بعطائه، وهو في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، ولا يغلبه الغضب، ولا يحمى به الحمية، ولا يختال ولا يفخر، ولا يتكبر، ولا يتعظم، ولا يقطع الرحم، ولا يضر بالجار، ولا يشمت بالمصاب، وليس بفظ ولا غليظ، ولا واهن ولا مهين، ولا تغلبه شهوته، وتنزيه رغبته، ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يغلبه فرحه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه بطنه، ولا يستخفه حرصه، ولا يقصر به لينه، ولا يهمز ولا يلمز، ولا يبغي ولا يحسد، ينصر المظلوم ويعين الغارم، ويرحم السقيم والضعيف، ولا يبخل ولا يبذر ولا يسرف، يعفو إذا ظلم، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، لا يرغب رغب الدنيا، ولا يجزع من ذلها، للناس هموم أقبلوا قبله وله هم قد شغل به، يهمه