طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية حاضر صاحب الإمام عيسى بن زيد #

صفحة 296 - الجزء 1

  ما هو صائر إليه، لا يرى في خلقه نقص، ولا في دينه دنس، ولا في إيمانه لبس، ولا في فرحه بطر، ولا في حزنه جزع، يرشد من استشاره، ويسعد به من صاحبه، يتكرم عن الباطل، ويعرض عن الجاهل. فهذه أخلاق المؤمن وهي ثمانون خلقا وأخلاق المنافق ضدها.

حكاية حاضر صاحب الإمام عيسى بن زيد #

  من (تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب) عن محمد بن أبي العتاهية قال: حدثني أبي قال: لما امتنعت من قول الشعر وتركته أمر المهدي العباسي بحبسي في حبس الجرائم، فأُخرجت من بين يديه إلى الحبس، فلما دخلت دهشت وذهل عقلي ورأيت منه منظراً هالني، فرميت بطرفي أطلب موضعاً آوي إِليه، ورجلاً أستأنس إليه، فإذا أنا بكهل حسن السمت نظيف الثوب بين عينيه سيما الخير، فقصدته فجلست إليه من غير أن أسلم عليه وأسأله عن شيء من أمره لما أنا فيه من الجزع والحيرة فمكثت كذلك ملياً وأنا مطرق ومفكر في حالي، فأنشد الرجل هذين البيتين:

  تعودت مس الضر حتى ألفته ... وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر

  وصيرني يأسي من الناس واثقاً ... بحسن صنيع الله من حيث لا أدري

  فاستحسنت البيتين وتبركت بهما وثاب إليَّ عقلي فأقبلت على الرجل، وقلت له: تفضل أعزك الله تعالى بإعادة البيتين، فقال لي: ويحك يا إسماعيل، ولم يكنني، ما أسوأ أدبك وأقل عقلك، ومروءتك، دخلت إليَّ ولم تسلم عليَّ تسليم المسلم على المسلم، ولا توجعت إليَّ توجع المبتلى للمبتلى، ولا تسألني مسألة الوارد على