حكاية في أمارات الساعة
  ملكين على تلك الصفة أبصارهما كالبرق وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب، يطيان في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا كذا، وقد نزع الله منهما الرأفة والرحمة يقال لهما منكر ونكير، مع كل واحد منهما مطرقة من حديد لو اجتمع ربيعة ومضر لم يقلوها فيأتيانه فيضربانه ضربة يتطاير شرراً في قبره ثم يعود كما كان، فيقولان له عدو الله ما كنت تعبد؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري، فيقولان: عدو الله لا دريت ولا بليت ويضربانه ضربة يتطاير شرراً في قبره ثم يعود كما كان، ثم يقولان له: عدو الله انظر فوقك فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له: عدو الله لو كنت أطعت الله لكان هذا منزلك قال: فوالذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه حسرة لا ترد أبداً، فيقولان له: عدو الله انظر إلى تحتك فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلى النار فيقولان له: عدو الله هذا منزلك فوالذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترد أبداً.
  قال يزيد الرقاشي: قالت عائشة: ويفتح له تسع وتسعون بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها حتى يبعثه الله إليها.
حكاية في أمارات الساعة
  قال لي صاحبي: يا أخي ما أغبانا وأبعدنا من الله تعالى، وما أشغل قلوبنا بالترهات من الدنيا الفانية.
  فقلت له: صحيح يا أخي ابتلينا بالحياة كما قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ٢}[الملك]