طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

وصية أمير المؤمنين لكميل بن زياد

صفحة 38 - الجزء 1

  كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» أخرجه الإمام مجد الدين بن محمد المؤيدي في (لوامع الأنوار)، وذكر من رواه من الموالفين والمخالفين وهو من المتواتر.

وصية أمير المؤمنين لكميل بن زياد

  قال كميل بن زياد ¥ أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # فأخرجني الى الجبان فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال: (يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعيةٌ فخيرُها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمجٌ رعاعٌ أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق، وصنيع المال يزول بزواله.

  يا كميل بن زياد، معرفة العلم دين يدان به، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم والمال محكوم عليه.

  يا كميل، هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، ها إن هاهنا لعلماً جماً - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة ... بلى أصبت لقناً غير مأمون عليه، مستعملاً آلة الدين للدنيا، ومستظهراً بنعم الله على خلقه، وبحججه على أوليائه، أو منقاداً