طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية البريطاني المطرب الذي أسلم وتاب

صفحة 361 - الجزء 1

  وانطلاقاً من الفكر الغربي المستمد من تعاليم الكنيسة الذي يوحي للإنسان أنه قد يكون كاملاً كالإله إذا أتقن عمله وأخلص له وأحبه! وفي عام ١٩٧٥ م حدثت المعجزة بعد أن قدم لي شقيقي الأكبر نسخة من القرآن الكريم هدية وبقيت معي هذه النسخة حتى زرت القدس في فلسطين، ومن تلك الزيارة بدأت أهتم بذلك الكتاب الذي أهدانيه أخي والذي لا أعرف ما بداخله وماذا يتحدث عنه، ثم بحثت عن ترجمة للقرآن الكريم بعد زيارتي للقدس وكانت المرة الأولى التي أفكر فيها عن الإسلام فالإسلام في نظر الغرب يعتبر عنصرياً عرقياً والمسلمون أغراب أجانب سواء كانوا عرباً أو أتراكاً ووالدي كانا من أصل يوناني واليوناني يكره التركي المسلم لذلك كان من المفروض أن أكره القرآن الذي يدين به الأتراك بدافع الوراثة، ولكن رأيت أن أطلع عليه أي على ترجمته فلا مانع من أن أرى ما فيه.

  ومن أول وهلة شعرت أن القرآن يبدأ ببسم الله وليس باسم غير الله وعبارة كانت مؤثرة في نفسي ثم تستمر الفاتحة فاتحة الكتاب {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}⁣[الفاتحة] كل الحمد لله خالق العالمين ورب المخلوقات، وحتى ذلك الوقت كانت فكرتي ضئيلة عن الإله حيث كانوا يقولون لي: إن الله الواحد مقسم إلى ثلاثة كيف؟! لا أدري.

  وكانوا يقولون لي: إلهنا ليس إله اليهود! أما القرآن الكريم فقد بدأ بعبادة الله الواحد رب العالمين جميعاً، مؤكداً وحدانية الخلق فليس له شريك يقتسم معه القوة وهذا أيضاً مفهوم جديد، ثم كنت أفهم قبل معرفتي بالقرآن الكريم أن هناك مفهوم الملائمة والقوى القادرة على المعجزات، أما الآن فبمفهوم الإسلام،