طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية البريطاني المطرب الذي أسلم وتاب

صفحة 362 - الجزء 1

  الله وحده هو القادر على كل شيء. واقترن ذلك بالإيمان باليوم الآخر، وأن الحياة الآخرة خالدة فالإنسان ليس كتلة من اللحم تتحول يوما ما إلى رماد كما يقول علماء الحياة، بل ما نفعله في هذه الحياة يحدد الحالة التي سنكون عليها في الحياة الآخرة.

  القرآن هو الذي دعاني للإسلام فأجبت دعوته، أما الكنيسة التي حطمتني وجلبت لي التعاسة والعناء فهي التي أرسلتني لهذا القرآن العظيم عندما عجزتْ عن الإجابة عن تساؤلات النفس والروح.

  ولقد لاحظت في القرآن الكريم شيئاً غريباً هو أنه لا يشبه باقي الكتب ولا يتكون من مقاطع وأوصاف تتوافر في الكتب الدينية التي قرأتها، ولم يكن على غلاف القرآن الكريم اسم المؤلف، ولهذا أيقنت بمفهوم الوحي الذي أوحى الله به إلى هذا النبي المرسل، لقد تبين لي الفارق بينه وبين الإنجيل الذي كتب على أيدي مؤلفين مختلفين من قصص متعددة.

  حاولت أن أبحث عن أخطاء في القرآن الكريم ولكن لم أجد كان كله منسجما مع فكرة الوحدانية الخالصة، وبدأت أعرف ما هو الإسلام. لم يكن القرآن رسالة واحدة بل وجدت فيه كل أسماء الأنبياء الذين شرفهم وكرمهم الله ولم يفرق بين أحد منهم، وكان هذا المفهوم منطقياً فلو أنك آمنت بنبي دون آخر فإنك تكون قد دمرت وحدة الرسالات. ومن ذلك الحين فهمت كيف تسللت الرسالات منذ بدء الخليقة وأن الناس على مدى التاريخ كانوا صنفين: إما مؤمن وإما كافر.

  لقد أجاب القرآن على كل تساؤلاتي وبذلك شعرت بالسعادة سعادة العثور على الحقيقة. وبعد قراءة القرآن الكريم كله خلال عام كامل بدأت أطبق الأفكار