طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية من آنس بلاد الصالحين الطيبين

صفحة 364 - الجزء 1

  والهداية التي هي سبب السعادة الأبدية دنيا وأخرى، فعوضه الله الإيمان الذي لا يعادله شيء، نعم والله حياة بدون إيمان جحيم لا يطاق، وعوضه الله محبته - سبحانه وتعالى - فالله يحب المؤمنين والمتقين والمحسنين. عوضه محبة السماء والأرض له، عوضه الذكر الحسن بين عباده المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وعوضه نعيم الجنة الخالدة التي لا نهاية لخيرها ونعيمها.

حكاية من آنس بلاد الصالحين الطيبين

  القاضي محمد بن مسعود عباد من آنس الثمامه كان رجلاً صالحاً عبّاده مجاب الدعوة لم يجمع بين إدامين، وهب حياته للدعوة والإرشاد والإصلاح بين الناس، له عدة مؤلفات منها: «تفسير سورة الفاتحة وسورة الإخلاص»، و «لوامع الأنوار على أدلة الأزهار» في عدة مجلدات وغيرها. أصلح أكثر أهل آنس رجالاً ونساء وجمعة وجماعة، وهو يتنقل في اليمن للإرشاد لا يدخل عند أحد ولا يقيم إلا في المساجد وإذا وجد المسجد مغلقاً نام على بابه ويقول: بيت الله أولى بالمساكين. يا لها من قناعة ويا لها من زهادة.

  توفي سنة ١٤١٩ هـ تقريباً، شوهد النور على قبره، رزقه الله تعالى عدة بنات فاصطفى لكل واحدة رجلاً من ضعفاء المؤمنين وصرنَ مرشداتٍ وداعياتٍ بصعدة وصنعاء وآنس وغيرها في كثير من المجتمعات النسوية.

  ومن نصائحه قوله: ينبغي لكل ملك ورئيس من ملوك ورؤساء المسلمين بل يجب عليهم نشر التوعية الإسلامية الصحيحة. كل واحد منهم عليه أن يهذب شعبه على الأخلاق الطيبة المرضية أخلاق محمد المصطفى ÷ ويبتغي بذلك