طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

إبراهيم بن الإمام المهدي الحوثي الحسيني

صفحة 435 - الجزء 1

  الرجوع إلى رب الأرباب، والتحصن بمنيع المتاب، من أليم العقاب، فإن الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه إلا إذا انتزعت من يديه، ولا يرعوي عن التيه المُشين، ومباهات المكثرين، والإزراء بالمقلين، إلا إذا ابتلى وصارت المحن إليه، فعند ذلك يفوز إن سلّم الأمر بأوفر الأجر لمكان الصبر على الضر، ويعرف قدر النعمة فيحظى من الله بالرحمة ... الخ.

  ومن شعره - رضي الله تعالى عنه - في حكاية حاله مع النفس ومجاهدتها:

  كيف صبري لا كيف إلا أداري ... أنا صبٌ قد قل فيه اصطباري

  ليس إلا إذا تداركني الله ... بلطف منه يقيل عثاري

  ليس لي ملجأ وليس لنفسي ... من خلاص من غير باري

  أسلمتني نفسي وميل هواها ... وذنوبي إلى الدواهي الكبار

  أحتسي علقاً وأشرب رنقا ... من بحار الذنوب والأوزار

  رحل العمر والمشيب تجلى ... وفؤادي في حلية الغي جاري

  والجديدان أبليا جدة العمر ... وقادا نحوي صعاب الطواري

  إلخ وهي أكثر من أربعين بيتاً.

  ومن شعره مربعة ابتهالية لما حج - رضوان الله تعالى عليه - ودعا بها في الحجر الشريف زاده الله تشريفا وتعظيماً. منها:

  هجع الرقود وأنت لِمَ لَمْ تهجع ... أمن الصبابة أم لداء موجع

  أم من حريق فؤادك المتقطع ... أرق الجفون ونار دمعي مهيع

  قال النصيح: دع التشكي والبكا ... واصبر فإن الصبر يكشف ما بك

  والله أعلم منك أنك نابك ... أمر أمر عليك نوم المضجع