طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرائف من التأريخ من مقدمة (الأحكام)

صفحة 438 - الجزء 1

  خالقهم، فعندما عرف الله منهم الصدق والثبات أثابهم بالفرح والسرور من عنده، وصرف عنهم العادة الردية، فإذا أردت أن تكون مثلهم فغمض عينيك عن الدنيا، واختم أذنيك عن أقاويل أهلها، واصرف قلبك عن زهرات بهجتها، وانقطع إلى ربك واعمر قلبك بذكره، واستعمل لسانك في شكره واجعل قلبك مملوءاً من محبته وتلذذ بطاعته، فإنه يغنيك عن الخلق كلهم، ويهون عليك الصعوبة ويخفف، عليك المؤونة، وتصير حُراً عن عبودية الدنيا إذا وصلت حبلك بحبل خالقك، وتسلم من الاشتغال، وتصبح منير القلب، كثير الذكر، لذيد المنجاة حريصاً على الطاعات، قليل الزلل والخطأ، قليل الغفلة، حسن الفعال صافي الذكر، قليل الكلام والفضول، واسع الصدر، خلوتك مع الله لا تزول، وأنسك بالله، لا تستوحش إن كنت في القفرة، ويكثر يقينك في قلبك، فبدنك مطيع، ولسانك ذاكر، وكلامك حق، وعملك زين، وسعيك مشكور، وكل شيء منك نور، وكل حركة وسكون منك محمود، قد أعد الله لك النعيم في جنات النعيم.

طرائف من التأريخ من مقدمة (الأحكام)

  قال السيد العلامة محمد بن قاسم بن عبد الله الهاشمي في مقدمة (كتاب الأحكام) للإمام الهادي إلى الحق:

  يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب - عليهم الرحمة والرضوان من الله الكريم المنان -، عند أن ذكر نبذة عن الإمام الهادي، فقال: قال الأديب العلامة