طرائف من التأريخ من مقدمة (الأحكام)
  وينهاهم عن التظالم، وكان يقول: إنما ورد النهي عن التسعير على أهل الوفاء، وأهل التقوى، فإذا ظهرت الظلامات وجب على أولياء الله أن ينهوا عن الفساد كله، ويردوا الحق إلى موضعه، ويزيحوا الباطل من مكانه ويأخذوا على يدي الظالم فيه.
  كان يتفقد السجون بنفسه ويسأل عن ذنوب المسجونين فمن كان في دين نظر في جدته وإفلاسه، ومن كان في ذنب تفقد جرمه وأمره. وفحص عن أحواله، وكان رحيماً بالفقراء والأيتام.
  وقال العلامة المؤرخ عبد الله الشماحي: لقد كان الهادي يحيى بن الحسين مثلاً لصفات القائد والقدوة الحسنة لأتباعه، مترفعاً عن سفاسف الأمور وعن المتع، شجاعا في المعارك والأهوال، وفي تطبيق ما يؤمن به ويدعو إليه، معتدلاً حتى مع أعدائه.
  وقال أيضاً في وصف المذهب الزيدي: الهادي الذي أرسى قواعده هذا الإمام المجاهد الصابر. وهو وصف صادر من رجل عرف المذهب كل المعرفة، وعرف علاقته وارتباطه الكامل بما أنزل الله - سبحانه - وما جاء به رسول هذه الأمة، وأن هذه الصلة لن يزعزعها المتفيهقون الذين يحاولون الدس والتفرقة للصف الإسلامي الموحد، وهو قول خبير منصف وذي معرفة واسعة بشتى المذاهب الإسلامية، وشتى الملل والنحل، فقال موجزاً وملخصاً لما ورد في سيرة الهادي، ورسائله، ومؤلفاته، ومؤلفات العلماء السائرين على نهجه:
  إن المذهب الهادوي أو الزيدي كما يشاع أقوى المذاهب الإسلامية فيما أرى وأكملها بقوانين المعاملات والعلاقات والحياة، وأوضحها تمشياً ولصوقاً بالروح