طرائف من التأريخ من مقدمة (الأحكام)
  الإسلامية التي أعطت الحياة متطلبات نموها وانسجامها، إنه مذهب واقع وحقائق لا خيالات وأوهام، ولا تصورات شاطحة وأحلام، ولا مذهب ألغاز ومعميات، ولا مذهب كرامات وأولياء ومعجزات وعصمة أئمة، ولا مذهب واسطة بين العبد وربه إلا عمل العبد وإيمانه، إنه مذهب عبادات ومعاملات، بلغت قوانينها من الدقة الفقهية والتشريعية ما لم تبلغه أدق القوانين المعاصرة شمولاً وقبولاً للتطور وتقبل كل جديد صالح، إنه مذهب دين، ودنيا، وإيمان، وعمل، وجد، ونشاط، وعدل، وإيثار، وجهاد، واجتهاد، فيه الإنسان مخير لا مجبر، مكلف لما فيه الطاعة لله والمصلحة لعباده، مذهب يدعو إلى التحرر الفكري وإلى التعمق في العلوم النافعة، ويحرم التقليد في العقائد والقواعد العلمية الدينية، ويوجب الاجتهاد على ضوء القرآن والسنة في العبادات والمعاملات، ويدعو إلى القوة والتضحية، ويفرض الطاعة والنظام والتعاون كما يفرض الخروج على أئمة الجور، والثورة على الظلم الاجتماعي والطغيان الفردي، ولا يرضى لأتباعه بالمذلة والكسل ولا بالخضوع والاستسلام لغير الله وما شرعه. مذهب يحترم السلف في حدود أنهم من البشر عرضة للنقد بما فيهم الصحابة وأبناء فاطمة ... إلخ.
  على أننا لو تتبعنا كلام العلماء والمؤرخين لاستغرق الكثير من هذه العجالة.
  أقول: حقاً لو أرخى عنان القلم لملأ الدفاتر من ثناء الأباعد والأقارب والأصدقاء والأعداء من الأولين والآخرين.
  يقول الشيخ محمد أبو زهره في كتابه الإمام زيد عن الإمام الهادي: إن أعظم مقاصده إقامة حكم إسلامي وجمع المسلمين على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ÷ وقد كان يسعى جهده الجمع شمل المسلمين وإصلاح أمورهم فيما بينهم. ويروى